غيب الموت اليوم الشيخ والداعية الإسلامي الدكتور زغلول النجار، العالم في البحوث الجيولوجية، عن عمرٍ ناهز 92 عامًا، في العاصمة الأردنية عمان، وهو أحد أبرز علماء بيان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. الدكتور زغلول النجار هو عالم جيولوجيا وداعية إسلامي مصري بارز، اشتهر بجهوده الكبيرة في مجال بيان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وُلد زغلول راغب محمد النجار، في 17 نوفمبر 1933 في قرية مشال، مركز بسيون، محافظة الغربية، مصر، وقد تخرج في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1955 بمرتبة الشرف، وحصل على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة ويلز بالمملكة المتحدة عام 1963، وعمل كأستاذ للجيولوجيا في عدة جامعات مرموقة حول العالم. وكرّس الدكتور النجار حياته للربط بين حقائق العلم الحديث وآيات القرآن الكريم والسنة النبوية، وكان له دور محوري في تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وله من المؤلفات العديد من الكتب والأبحاث في الجيولوجيا والفكر الإسلامي، وأشهرها موسوعة "آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم" التي تشمل عدة أجزاء مثل "آيات السماء" و"آيات الأرض" و"آيات خلق الإنسان". و العالم الجليل داعية إسلامياً معروفاً، ألقى آلاف المحاضرات في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، مساهماً في ترسيخ الإيمان عبر الأدلة العلمية، وكان -رحمه الله- نموذجاً للعالم الذي جمع بين التخصص الدقيق في العلوم الأكاديمية والمعرفة الواسعة بالعلوم الشرعية، وترك إرثاً معرفياً كبيراً في مجال الدعوة الإسلامية والعلم. أبرز آرائه في مجال الإعجاز العلمي: لم يكن الدكتور زغلول النجار - رحمه الله - صاحب "نظريات علمية" خاصة به في الجيولوجيا أو غيرها بالمعنى الأكاديمي، بل كان مفسّراً للآيات الكونية في القرآن الكريم والسنة النبوية على ضوء الحقائق العلمية الثابتة، وهو ما يُعرف ب "الإعجاز العلمي". ومن أبرز الآراء والنقاط التي ركز عليها الدكتور زغلول النجار وشرحها باستفاضة في كتبه ومحاضراته: 1- دور الجبال في تثبيت الأرض (وتد الأرض): حيث شرح الدكتور النجار مفهوم الجبال ك "أوتاد" تثبت القشرة الأرضية وتمنع اهتزازها، مستدلاً بالآية القرآنية: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ [النبأ: 7]. وأكد أن هذا يتوافق تماماً مع علم الجيولوجيا الحديث حول جذور الجبال العميقة في طبقات الأرض. 2- خلق الكون من "دخان" (نظرية الانفجار العظيم): وقد ربط الدكتور النجار بين الوصف القرآني لبدء خلق السماء حين كانت "دخان" وبين نظرية الانفجار العظيم (Big Bang) التي يقرها العلماء، مشيراً إلى أن كلمة "دخان" في القرآن تعبر بدقة عن الحالة السديمية الأولية للكون. 3- الأطوار الدقيقة لخلق الإنسان في الرحم: قدم الدكتور النجار شرحاً مفصلاً ومقارناً بين آيات القرآن الكريم التي تصف مراحل تكون الجنين (نطفة، علقة، مضغة، عظام، كساء العظام باللحم)، وبين ما أثبتته علوم الأجنة الحديثة، مؤكداً دقة الوصف القرآني التي لم تكن معروفة قبل قرون طويلة. 4- الحواجز المائية بين البحار: استدل الدكتور النجار بآيات ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: 19-20] على وجود حواجز أو فواصل غير مرئية (برزخ) تفصل بين المياه المالحة والمياه العذبة، وهو ما أكدته الاكتشافات الحديثة في علم المحيطات. 5- تمدد الكون: أشار الدكتور النجار إلى الآية الكريمة ﴿وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ﴾ [الذاريات: 47]، واعتبر أن كلمة "لموسعون" تشير بوضوح إلى حقيقة تمدد الكون التي اكتشفها العلم الحديث في القرن العشرين. اقرأ أيضاً: هل يسرق الجن أموال الإنس؟.. عالمة أزهرية ترد وتنصح بهذا الدعاء