توقع خبراء ومصرفيون تحدث إليهم مصراوي أن تسهم صفقة الاستثمار الكبرى التي وقعتها مصر مع شركة الديار القطرية لتطوير منطقتي سملا وعلم الروم بمدينة مرسى مطروح، في تخفيف الضغوط على الدولار وتعزيز قوة الجنيه خلال الفترة المقبلة، مع إمكانية تراجعه إلى نحو 45 جنيهًا للدولار الواحد بدعم من التدفقات الاستثمارية الجديدة. تفاصيل الصفقة وقعت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة يوم الخميس الماضي اتفاقا مع شركة الديار القطرية – الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادي القطري – لتطوير منطقتي سملا وعلم الروم باستثمارات تقدر بنحو 29.7 مليار دولار. وقال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي، إن الصفقة تتضمن حصول مصر على 3.5 مليار دولار قبل نهاية ديسمبر المقبل، مقابل قيمة الأرض، على أن يبلغ إجمالي الإنشاءات للمشروع نحو 26.2 مليار دولار. انعكاسات اقتصادية إيجابية أكدت سهر الدماطي، نائبة رئيس بنك مصر الأسبق، أن هذه الصفقة ستحقق فوائد متعددة للاقتصاد المصري، أبرزها زيادة وفرة النقد الأجنبي وتخفيف عبء الدين الخارجي وسد جزء من الفجوة التمويلية الدولارية، وهو ما يعزز قوة العملة المحلية. وأضافت أن تدفقات العملة الأجنبية الناتجة عن هذه الصفقة قد تدفع سعر الدولار للتراجع من مستوياته الحالية إلى نحو 45 جنيها قبل نهاية العام، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 49 جنيهًا. خفض الدين العام وفي تصريحات سابقة لوكالة رويترز، أوضح أحمد كجوك، وزير المالية، أن الصفقة تمثل استثمارات أجنبية مباشرة جديدة وليست ودائع. وأشار إلى أن الحصيلة ستستخدم في تسوية جزء من الدين العام. تراجع الدين العام لمصر إلى 85.6% من الناتج المحلي الإجمالي بنهاية يونيو 2025، ومن المقرر أن يتراجع إلى 80% بحلول يونيو 2027، وفق تصريحات سابقة لوزير المالية. تعزيز الثقة في الجنيه ويرى محمود نجلة، المدير التنفيذي لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلي للاستثمارات المالية، أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة تترك أثرا مستداما على قوة الجنيه، متوقعا أن تشهد العملة المحلية تحسنا تدريجيا نحو مستوى 45 جنيها للدولار مع تزايد تدفق الاستثمارات الخليجية. وأوضح مصطفى شفيع، رئيس قطاع البحوث بشركة "عربية أون لاين"، أن ارتفاع الجنيه في العقود الآجلة خلال الأسبوع الماضي يعكس زيادة الثقة في الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن السوق استقبل صفقة الديار القطرية بإيجابية واضحة. تحسن تدريجي للجنيه خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ارتفع الجنيه أمام الدولار ليسجل أعلى مستوى له منذ أكثر من عام عند 47.3 جنيه للشراء و47.4 جنيه للبيع بنهاية تعاملات الخميس الماضي، بدعم من ارتفاع إيرادات السياحة، وتحويلات المصريين في الخارج، واستثمارات الأجانب في أدوات الدين المحلي.