مع اقتراب فصل الشتاء، جددت وزارة الصحة والسكان تحذيراتها من الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، أحد أبرز الفيروسات الموسمية التي تصيب الجهاز التنفسي وتستهدف بوجه خاص الرضع وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة. وأوضحت الوزارة، ضمن الدلائل الإرشادية المصرية، تفاصيل الترصد والوقاية من الأمراض المعدية، وفي مقدمتها الفيروس المخلوي، باعتباره من العدوى التي تتزايد خطورتها في شهور البرد. يتسبب الفيروس في أعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد العادية، مثل السعال وسيلان الأنف والحمى، ولكن في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي إلى التهابات خطيرة في الرئتين مثل التهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي. قد يعاني الأطفال الصغار من صعوبات في التنفس، وقد يحتاجون إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم. ويتم تشخيص حالات الفيروس التنفسي المخلوي طبقاً لتعريف الحالة المؤكدة بالفحص المعملي (RT-PCR) وذلك بالمعامل المركزية بوزارة الصحة والسكان أو أحد المعامل الإقليمية. وينتقل الفيروس عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، وكذلك من خلال ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس. وللحد من انتشار الفيروس، تُنصح العائلات بتجنب الأماكن المزدحمة خلال موسم انتشار الفيروس، واتباع ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بانتظام وتنظيف الأسطح المستخدمة بشكل متكرر. يُعتبر استخدام الأقنعة الواقية في الأماكن المغلقة والمزدحمة إجراءً إضافيًا للوقاية. ويعتمد تشخيص المرض على الأعراض السريرية وفي بعض الحالات، قد يتم تأكيد الإصابة بالفيروس من خلال الفحوصات المخبرية. تحدث المضاعفات بالمرض عادة بين الأطفال الرضع البالغين من العمر 6 شهور فأقل، وكذلك كبار السن، وتتمثل في حدوث صعوبات بالتنفس أو الإصابة بالجفاف وقد يحتاج الشخص إلى العلاج بالأكسجين والمحاليل الوريدية أو التنفس الصناعي. وفي معظم الحالات يتم الحجز بالمستشفى لعدة أيام وقد يسبب الفيروس التنفسي المخلوي التهاب القصيبات (التهاب الشعب الهوائية الصغيرة - Bronchiolitis) في الرئة والالتهاب الرئوي خصوصاً في الأطفال أقل من عام. وبالنسبة للعلاج، لا يوجد علاج محدد للفيروس، ولكن يتم التعامل مع الأعراض بشكل داعم، وفي الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر تقديم الأكسجين أو استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي. ورغم عدم توفر لقاح فعّال للفيروس المخلوي حتى الآن، إلا أن الأبحاث جارية لتطوير لقاح يستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر. تُعطى الأولوية حاليًا لحماية الرضع من خلال تجنب تعرضهم للعدوى، خاصة في الأشهر الأولى من حياتهم، حيث يكونون أكثر عرضة للمضاعفات. ويوصى بأخذ خوافض الحرارة وشرب سوائل كافية لمعالجة الجفاف وقد يتم إعطاء السوائل بالحقن الوريدي والعلاج بالأكسجين أو وضع الحالة على جهاز التنفس الصناعي في الحالات المحجوزة بالمستشفيات. وتطرق الدليل الإرشادي إلى الموقف الوبائي العالمي، إذ يتسبب الفيروس التنفسي المخلوي في إصابة حوالي 33 مليون شخص منهم 303 ملايين شخص يتم حجزهم بالمستشفيات ووفاة حوالي من 94600 إلى 149400 من الحالات المحجوزة به سنوياً.