في سكون يوم لم تشرق شمسه بعد، تلقّت غرفة عمليات إسعاف الشرقية بلاغا في ساعة مبكرة من بعد الرابعة صباحًا، عن سيدة تعاني من آلام ولادة مفاجئة بقرية خلوة أبو مسلم التابعة لمركز أبو حماد. انطلقت سيارة الإسعاف كود 1710 بقيادة الطاقم المكون من المسعف محمد عبد الحميد سيد، وفني القيادة السيد حسين إبراهيم، وعلى الطريق الزراعي المظلم، ظهرت من بعيد مركبة تروسيكل تقل الأم وهي تتألم، توقفت سيارة الإسعاف، وبحركة سريعة ومنسقة تم نقلها داخل السيارة لبدء رحلتها نحو المستشفى. لكن الرحلة لم تكتمل كما كان مُخططًا، فبعد دقائق قليلة من الانطلاق، تسارعت وتيرة الولادة، وتحولت سيارة الإسعاف إلى غرفة طوارئ متحركة، لكن وبخبرة طاقم مدرّب على مثل هذه المواقف، تولى المسعف محمد مساعدة الأم مستخدمًا أدوات الطوارئ المعقمة، بينما قام السيد بتأمين السيارة لتوفير بيئة آمنة للأم وطفلها. وبين لحظات القلق والترقب، انطلق صراخ الطفل الأول معلنًا عن ميلاد جديد على الطريق، دموع الفرح اختلطت بابتسامة أم أنهكها الألم لكنها تحتضن الحياة بين يديها وتم قطع الحبل السري وتقديم الرعاية اللازمة للأم ورضيعها حتى الوصول بأمان إلى مستشفى أبو حماد المركزي. طمأن طاقم الإسعاف أهل الأم التي أصبحت بصحة جيدة والطفل بخير مؤكدين على قصة جديدة تُضاف إلى سجل بطولات هيئة الإسعاف المصرية، ورسالة إنسانية يسطّرها أبطال الإسعاف على الطرق، حيث تكون الحياة على بُعد دقيقة وإرادة إنسان.