لأول مرة يتواجد عبدالرحمن رضا في حدث رياضي، في الصباح الباكر تحرك بحماس صاحب ال12 ربيعًا برفقة زملائه من مركز شباب روض الفرج، إلى المركز الكشفي العربي بشارع يوسف عباس في محافظة القاهرة، استعدادًا للمشاركة في الماراثون الذي نُظم صباح اليوم الخميس. ونظم المشروع الوطني للقراءة للمرة الأولى ماراثون رياضي، برعاية وزارة وزارة الشباب والرياضة، وذلك على هامش الدورة ال 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وذلك بمشاركة 2000 متسابق. بينما يجري عبدالرحمن في القاهرة، كان يشاركه رفاق أخرين في ثلاث محافظات بالتزامن، إذ لم تقتصر فعاليات الماراثون الرياضي على العاصمة، بل امتدت إلى ثلاث محافظات أخرى، في طريق الكباش بمحافظة الأقصر، وموقف سبورتنج بمحافظة الإسكندرية، ونادى عثماثون الرياضي نهاية طريق البلاجات بالإسماعيلية. وقال هشام السنجري، مدير المشروعات التربوية بمؤسسة البحث العلمي فرع مصر وشمال إفريقيا، في تصريحاته لموقع مصراوي إن المشروع هدفه إشراك جميع الشباب في الفعاليات الثقافية والرياضية المُنظمة "نُغطي 27 محافظة على مستوى الجمهورية، وحرصنا على مشاركة القاهرة الكبرى والوجهين البحري والقبلي ومدن القناة في الماراثون"، إلى جانب الماراثون الرياضي قدم المشروع دعوات للمشاركين في المحافظات الأربع لزيارة معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي تبدأ فعالياته اليوم السبت "لتشجيع الشباب المصري على التنافسية والقراءة والاطلاع". وتعتبر تلك المرة الأولى التي ينظم المشروع الوطني للقراءة مارثون رياضي خلال هذا العام، فيما يطمح لتنظيمه بشكل سنوي لدعم وتشجيع الرياضة، مع الحرص على توافر الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا. من البساتين جاءت عبير حسن برفقة أبنائها الاثنين للمشاركة في الماراثون، كانت الأم الدافع الأساسي لصغارها للانخراط في أنشطة رياضية، إذ كانت تلعب رياضة كونغ فو حتى الثانوية لكنها توقف، لذا تحرص على مساعدة صغارها في اللعبة نفسها والمشاركة في أي حدث رياضي. خلال أحداث الماراثون، قررت الأم الثلاثينية المشاركة مع صغارها أصحاب التسع والخمس سنوات "كان يوم جميل، مليان طاقة سواء للأولاد أو كمان أولياء أمورهم". وقال الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة إنه سعيد بإتمام مارثون اليوم، إذ يتلاقى أهداف المشروع الوطني للقراءة مع الوزارة و"وخطتها الطموحة التي تسعى إلى الارتقاء بمهارات الشباب ليس فقط الرياضية ولكن في الجوانب المعرفية والثقافية على حد سواء". من المرج، جاءت فتيات مركز شباب الأندلس للمشاركة في ماراثون القاهرة، اعتادت الفتيات على التواجد في مثل الفعاليات الرياضية "رغم الظروف الجوية والبرد لكن أول ما وصلنا وبدأنا نجري انبسطنا" تقول ندى عزت، صاحبة ال14 عامًا. تعتاد الفتيات من حين لآخر على تدريبات رياضية مثل الجري والوثب العالي، وذلك خلال تدريباتهم في المركز، وتتراوح الأعمار من 6 سنوات وحتى 14 عامًا "عندنا اجتماعات كشفية، وبنهتم بالجوانب الرياضية، بس أي أحداث جماعية بتفرق للبنات وبتحمسهم أكثر"، فضلًا عن التعرف على جوانب مختلفة من الحدث، مثل المشروع الوطني للقراءة للتعرف على كيفية المشاركة في فعالياته. ويرتكز المشروع الوطني للقراءة على أربع منافسات رئيسة، وهي منافسة في القراءة بين طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية للحصول على لقب "الطالب المثقف"، ومنافسة في القراءة لطلاب الجامعات على لقب "القارئ الماسي"، ومنافسة في القراءة للمعلمين على لقب "المعلم المثقف"، وأخيرًا منافسة خاصة بالمؤسسات المجتمعية للحصول على لقب "المؤسسة التنويرية". وخلال الدورة الأولى التي أُقيمت على مدار العام المنصرف، شارك حوالي 3.5 مليون قارئ من طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية والجامعات والمعلمين، ونجح 40 منهم في الوصول لمنصة التتويج والفوز بجوائز المشروع. ويحصل أصحاب المراكز الأولى والثانية على جائزة قدرها مليون جنيه ونصف مليون جنيه، وتتدرج الجوائز من ربع مليون إلى 100 ألف جنيهًا حتى تصل إلى 50 ألف جنيهًا، بالإضافة إلى زيارة لأكبر المكتبات في العالم. ما إن عرف كابتن كريم طارق، مدرب الكونغ فو في مركز شباب السيدة نفيسة، عن الماراثون، وقرر المشاركة برفقة 39 طفلًا من النادي. إذ يحاول ألا يفوّت على الصغار تجارب رياضية مختلفة خاصة إذا تماست مع أهداف أخرى "الموضوع مش بس فُسحة لطيفة، لكن جايين نمارس رياضة عشان صحتنا، ونتعرف أكثر على المبادرة الثقافية". مع انتهاء الماراثون، عبر السنجري عن سعادته بالأجواء وعدد المشاركات في الحدث الرياضي على مستوى المحافظات الأربع، فيما يطمح أن يستقبل العام الجاري، والموسم الثاني من المشروع الوطني للقراءة، عددًا أكبر من المشاركين وأن يصل لكافة شباب مصر.
