عام 2012 وصل المهندس الزراعي أحمد عبدالغني شريف، مهندس وقاية النبات، إلى ابتكار جهاز يُنقذ النخيل من الآفات الزراعية دون استخدام مُبيد، لكن المشروع الذي عمل عليه ظل يُستخدم في نطاق ضيق، أوصله مؤخرًا إلى الاتجاه لبيع الجهاز، لكن ثمة خطوة غيرت من مساره. على مدار عشرة أعوام، عكف شريف على ابتكار الجهاز بشكل ذاتي، وفي مارس من عام 2012 ظن استطاع تسجيله في مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي، تحت رقم "575/2012"، بتاريخ 28 مارس 2012، فضلًأ عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو"، تحت رقم "WO2013/143553". ما هي فكرة الجهاز؟ يشرح المهندس الزراعي ببساطة، أنه يعتمد على الطاقة الكهرومغناطيسية من أجل القضاء على "سوس" النخيل، مما يُغني المُزراعين عن الاتجاه إلى استخدام السُميات والمبيدات للقضاء عليها، فضلًا عن نجاح القضاء عليها تمامًا دون عودة خلال ثلاثين دقيقة، لكن في الطريق ثمة عقبات جمة واجهت شريف. يتكلف صناعة الجهاز قرابة 200 دولار، أي حوالي ثلاثة آلاف جنيهًا مصريًا، لكن لم يتبنَ أحد مشروعه من أجل تنفيذه على نطاق واسع، لكن ظل الأمل بداخله خلال تلك السنوات، إذ بدأ العمل برفقة جمعية دكتور مصطفى محمود الخيرية، التي تبنت تطبيق بحثي للمشروع بشكل مجاني للمزارعين في الواحات البحرية والفرافرة والخارجة ومحافظة مطروح وسيوة. ويسرد المهندس الزراعي مميزات الجهاز الذي أنتج 10 نُسخ منه فحسب، أنه خفيف الوزن مثل حقيبة اليد، فضلًا عن أنه يعمل ببطارية 12 فولت فقط، ويعتمد في تشغيله على تيار كهربائي 220 فولت. طوال تلك السنوات، انتاب اليأس نفس شريف أحيانًا، لكن قبل عشرة أيام، تبدّلت مشاعره حينما كرَّمه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر ضمن مجموعة من المبدعين والمبتكرين من الطلاب والعاملين بالأزهر. وتنوعت هذه الابتكارات والتميز بين اختراعات فى مجال الزراعة وحماية البيئة والرسم والكاراتيه والابتهال، إلى جانب حفظهم للقرآن الكريم. يحكي المهندس الزراعي كيف غير ذلك التكريم من خططه إزاء الجهاز "قررت التراجع عن بيعه، فضيلة شيخ الأزهر وعدني بأنه سيساعد في تطبيق الجهاز على مستوى الجمهورية". خطوة كبيرة وصل لها شريف بعد سنوات من العمل، لا يتمنى سوى أن يرى جهازه في متناول المزارعين حتى يتم الاستغناء عن المبيدات السامة.
