أوضح الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، كيف يأكل الأب مال ولده بالباطل، قائلا إن الإمام الشافعي رحمه الله قال في هذا الحديث بالذات إنه لا يجوز أخذه على ظاهره، أي لا يجوز أخذه على الشكل "أنت ومالك لأبيك" أي أنت وما تملك ملك لأبيك، أي ترجع له تركته فهذا خطأ. وأضاف عطية، خلال مُداخلة عبر سكايب، ببرنامج "يحدث في مصر" بأنه "لو أخذ على ظاهره" ومات الابن المتزوج الذي يكون له أولاد في حياة أبيه كان على الأب أن يأخذ التركة كلها؛ لأن المتوفى وماله ملك لأبيه، و"زوجة المتوفى تطلع من المولد بلا حمص، وأولاده يبحثوا عن كورة شراب يلعبوا بها في الشارع"، وهذا لم يحدث ولا هو المقصود بالحديث. وأوضح أستاذ الشريعة الإسلامية أن الأب بعد وفاة الابن له السدس، وللزوجة الثمن، وللذكر مثل حظ الانثيين في أولاده، مشيرًا إلى أن الشخص اللي بيفهم بيريح، وبيرد فينا الروح، ولو كنا بالفعل نشتاق إلى أحد يفهم حديثا مرسلا، ويوجد من الفقهاء من يحتج به ويوجد من لا يحتج به، ولكن معناه لا يختلف فيه عالمان، وهذا لأنك أب تستطيع أن تدخل بيت ابنك، و"تفتح الثلاجة وتأكل بس تتقي الله وماتهبرش". وتابع عطية: أنت ومالك لأبيك، هذا بمعنى أن يأكل الأب من مال ابنه بقدر جوعه وعليه أن يتقي الله، منوهًا بأن الأمور في الدين لها منهجية وقواعد. وكان سؤال تلقاه مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف من شخص يقول: "هل مال الابن مباح للأب حتى ولو كان الأب غنيًا؟ وما معنى حديث: {أنت ومالك لأبيك}؟" في إجابتها، أوضحت لجنة الفتوى الرئيسة بالمجمع أنه ليس للأب في مال الابن حق إلا إذا كان الأب فقيرًا؛ لأن نفقة الأب في هذه الحالة واجبة على الابن. وبالتالي يصبح مال الابن مباحًا لأبيه لفقره وعوزه وحاجته، مستشهدًا في ذلك بحديث رسول الله- صلى الله وسلم: {أَنْتَ وَمَالُكَ لِأَبِيكَ} رواه ابن ماجه. وأضافت لجنة الفتوى، عبر الصفحة الرسمية للمجمع على فيسبوك: أما إذا كان الأب غنيًا، فلا يجوز له أن يعتدى على مال ابنه، وعلى هذا نص الفقهاء؛ قال الإمام أبوسف الحنفي رحمه الله: {وإذا استهلك الرجل مالا لولده، وولده كبير، والرجل غنى، فإن أبا حنيفة -رضي الله عنه- كان يقول: هو دين على الأب}. اختلاف أبي حنيفة وابن أبي ليلى (ص: 29).
