رغم خلافها مع روسيا والصين، إلا أن أكثر ما تخشاه أوروبا بعد انفصال المملكة المتحدة عن تكتل القارة العجوز هو انجرار بريطانيا خلف الولاياتالمتحدة لممارسة أقصى نوع من الضغط على إيران، ومن ثم ينهار الاتفاق النووي الإيراني، وهو ما قد يمثل أزمة تؤثر على المجتمع الدولي كافة، وتعجل ب"يوم القيامة"، وذلك بحسب ما ذكره الكاتب الإيراني الأمريكي، بورزو داراجاهي. نتيجة التصعيد الأخير من الولاياتالمتحدة ضد إيران، أعلنت طهران نهاية الأسبوع الماضي، تجاوزها عتبة 1200 كيلوجرام من اليورانيوم المخزن، وبحسب الكاتب الأمريكي في مقاله بصحيفة "إندبندنت"، يمكن أن تستخدم تلك الكمية في تغذية رأس حربي نووي. من جهته، أكد علي أصغر زاريان، نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، أن المنظمة قادرة على تخصيب اليورانيوم بأي نسبة إذا اتخذت السلطات الإيرانية القرار. وقال داراجاهي في مقاله، إنه رغم تراجع خطر نشوب حرب شاملة بعد اغتيال القائد الإيراني قاسم سليماني، في غارة جوية أمريكية ببغداد، إلا أن الخبراء والدبلوماسيين يقولون إن الأزمة بين واشنطنوطهران لم تنته بعد. في المقابل، أكد مسؤول كبير في السياسية الخارجية الأوروبية لصحيفة "إندبندنت"، أن هناك إجماع على رغبة الجميع في أن تهدأ الأوضاع في المنطقة، إلا أنه قد ينتهي الأمر بسيناريو أشبه ب"يوم القيامة"، لافتًا إلى أن الجميع يحاول تجنب ذلك. ورغم الرغبة في تهدئة الأوضاع إلا أن الواقع مغاير، وحال استمر التصعيد بالمنطقة، ونفذت إيران تهديدها بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار النووي، يمكن أن تسلك طهران -بحسب مراقبون- نهج كوريا الشمالية، ومن ثم تصبح تهديدًا نوويًا عالميًا جديدًا. الكاتب الإيراني الأمريكي، من جهته، يرى أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تكون فشلت من جميع النواحي، بعدما لم تفلح في ممارسة أقصى ضغط يجعل إيران تتراجع عن تصعيدها. وأوضح أن الحل الأكثر منطقية حاليًا، هو انتظار أن يخسر ترامب في الانتخابات المقبلة، وأن يأتي رئيس جديد يقلب الموازين ويعيد التزام واشنطن بالاتفاق النووي، خاصة في ظل التقاعس الأوروبي عن اتخاذ خطوات قوية تحفظ التوازن. التصعيد الأخير توقع له مراقبون وخبراء أمن في الخليج العربي، أن يتطور بوقوع مواجهة عسكرية محتملة أخرى بين إيرانوالولاياتالمتحدة، برغم وعود ترامب بإنهاء الحروب في ولايته. الكاتب الأمريكي في مقاله ب"إندبندنت"، أكد أنه بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على إدارة ترامب، لا يزال معظم القادة الأوروبيين لا يتصرفون أو يتكلمون كما لو أنهم يفهمون مدى تحول السياسة الخارجية الأمريكية بشكل خطير وغير متماسك، خاصة فيما يتعلق بالمسائل المتعلقة بإيران. وأوضح أن القادة الأوروبيين لم يواجهوا مطلقًا قائدًا أمريكيًا يفشل في الالتزام بالمبادئ الأمريكية التقليدية ذات الاهتمام القومي. يقول جيفري لويس، مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأمريكية "ليس لدى إدارة ترامب فكرة عما تفعله، تكرر فقط جملة أقصى قدر من الضغط كما لو كانت نوعًا من تعويذة". وأضاف في تصريحات صحيفة، أن استراتيجية الضغط القصوى، يبدو أن إدارة ترامب صممتها بهدف إشعال حرب قد تؤدي إلى تغيير النظام في طهران.