في سابقة هي الأولى من نوعها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، سيرفض إجراء أي مؤتمرات صحفية، عقب استلامه جائزة نوبل للسلام، الثلاثاء، في الوقت الذي جرت فيه العادة أن يجري الفائزون بالجائزة، عدة لقاءات صحفية مع وسائل الإعلام العالمية. وذكرت الصحيفة أن أحمد، رفض المشاركة في حدث خاص بمنظمة "إنقاذ الطفل" تحظى خلاله مجموعة من الطلاب بفرصة لطرح الأسئلة على حائزي على جائزة نوبل، مشيرة إلى أن لجنة نوبل تسعى لدفع أبي إلى تغيير رأيه، وتجنيبها حرجًا كبيرًا. وجرت العادة طوال العقود الماضية، أن يعقد الحائز على جائزة نوبل للسلام، مؤتمرًا صحفيًا قبل منحه الجائزة بيوم واحد، كما يجري لقاء مع وسائل الإعلام المشاركة في الحدث، قبل أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع رئيس وزراء النرويج، فضلاً عن مشاركته في جلسة حوارية مع منظمة "إنقاذ الطفل" وهو ما خالفه آبي أحمد. مدير الأبحاث بمعهد السلام في أوسلو هنريك أوردال، قال للصحيفة الأمريكية: "هذه هي المرة الأولى التي يرفض فيها حائز على جائزة السلام، تلقى الأسئلة منذ 3 عقود على الأقل، إن لم يكن على الإطلاق". وأضاف أوردال، أنه من المفهوم أن رئيس الوزراء الإثيوبي مشغول، لدرجة أنه لا يستطيع المشاركة في كل الفعاليات، متابعًا: "لا يمكن أن يكون جدول أعماله مزدمحًا بهذا الشكل الذي يرفض فيها المشاركة بأي فعاليات، وازدحام جدوله الزمني هو التفسير الوحيد الذي أعلنه الوفد المرافق له". وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قال أولاف نجويلستاد، مدير لجنة نوبل النرويجي إنه في "ورطة كبيرة" جراء رفض رئيس الوزراء الاثيوبي، آبي أحمد، الفائز بجائزة نوبل للسلام لعام 2019 حضور مؤتمر صحفي الأسبوع المقبل، حيث يمكن طرح الأسئلة عليه علنًا، بينما أكدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي، بيلين سيوم، أن آبي اضطر لترتيب أولوياته بالنظر إلى "برنامجه المكثف" في النرويج ومسؤولياته التي تنتظره في البلاد. وأضاف نجويلستاد، الأربعاء الماضي، أن معظم الفائزين بجائزة نوبل للسلام لا يواجهون أي مشكلة في تخصيص 3 أو 4 أيام للمناسبات التقليدية، بحسب إذاعة "إن آر كيه" النرويجية. وقال نجويلستاد: "كنا واضحين للغاية بشأن هذا الأمر، وأوضحنا أن هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نواجه مشكلة كبيرة". في الوقت ذاته، قال سكرتير لجنة نوبل النرويجية في تصريحات لوكالة "رويترز" لدى سؤاله عما إذا كان ذلك يشكل مشكلة "نعم.. كنا نود بشدة منه أن يتواصل مع الصحافة خلال زيارته لأوسلو، نعتقد بقوة أن حرية التعبير وأن الصحافة الحرة والمستقلة مكونات أساسية للسلام". وذكرت المتحدثة باسم آبي، لوكالة أسوشيتيد برس بأنه "من الصعب للغاية" أن يكرّس رئيس الوزراء عدة أيام لبرنامج نوبل الشامل، خاصة وأن "القضايا المحلية ملحة وتستدعي الاهتمام"، سيحضر آبي الفعاليات الأساسية لنوبل. ونادرًا ما أجرى آبي مقابلات صحفية وإعلامية منذ توليه منصبه العام الماضي، ووصفته المتحدثة باسمه بأنه "واحد من أكثر رؤساء الوزراء الإثيوبيين الذين يمكن الوصول إليهم حتى الآن في المشاركات العامة والإعلامية". وحصل آبي أحمد على جائزة نوبل بسبب جهوده لصنع السلام مع إريتريا وتهدئة الأوضاع مع الدولة الجارة، وإنهاء واحدًا من أطول الصراعات في إفريقيا وإدخال إصلاحات سياسية شاملة، لكن المشاكل الداخلية والصراعات والانقسامات تشهد تصاعدًا مستمرًا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس". ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن رفض آبي للإجابة عن الأسئلة الصحفية قد يكون مؤشرًا إلى أن تطلعات "جائزة نوبل" وراء منحها لأبي غير مرحب بها جزئيًا، مشيرة إلى أن أي تعليقات قد يدلي بها حول السياسة الداخلية الحساسة لإثيوبيا قد تكون لها تداعيات خطيرة، أو حتى قد تثير العنف.
