على أحد أسِرّة المرضى في مستشفى تخصصي يرقد الطفل "أيمن" مصابًا بجرح نافذ بالظهر، وقطع في الأوتار، بعد اتهامات لفرد أمن إداري في مستشفى حميات دسوق، بدفعه حينما كان يجري مسرعًا في محاولة لإيصال الدواء لشقيقته التي كانت محجوزة في المستشفى ذاته". "مصراوي" التقى الطفل "أيمن هشام المعناوي"، البالغ من العمر 17 عامًا، طالب بالصف الثاني الثانوي الزراعي للوقوف على روايته لما حدث. "أمي اتصلت بي وقالت لي أختك تعبانة يا أيمن هات الدواء ده من الصيدلية".. بصعوبة بدأ أيمن حديثه ل"مصراوي" شارحًا بداية الواقعة، متابعًا: "بعد كده روحت لها المستشفى بالدواء ولقيت فرد الأمن أمامي ومنعني من الدخول وقلت له أختي تعبانة ولازم أطلع الدواء ليها فرفض وصمم على رأيه وبعد كده طلعت أجري عشان أطلع الدواء وأنقذ أختي ولكن طلع يجري ورايا". وأضاف أيمن: "منعني بالعافية إني أدخل لأمي عشان أديها الدواء ولما صممت زقني لحد ما ظهري اتخبط في زجاج شباك الطرقة ووقعت وحسيت بالآم شديدة في ظهري وفي إيدي اليمين وروحت المستشفى العام ولم أشعر بنفسي بعد ذلك إلا لما جيت هنا ودخلت العناية المركزة". "أنا مش عايز غير حقي لأني ما عملتش حاجة غلط".. يقول أيمن ملخصًا ما يطمح إليه، ومتسائلًا: "إيه اللي أنا عملته عشان يعمل فيا كده غير إني كنت بحاول أنقذ أختي لأن الدوا مكانش موجود في المستشفى وجيبته من برة". من جانب آخر قال هاني المعناوي، عم الطفل المجني، ل"مصرواي"،: "أنا كنت رايح لزوجة أخي لما عرفت إن بنتها تعبانة واتصلت على أيمن ما بيردش ولما وصلت المستشفى لقيت ناس كتير وما أعرفش وقتها إن ابن اخوية تعبان واتصلت عليه تاني لقيت واحد بيرد عليا وقال ابن اخوك في استقبال المستشفى العام ولما دخلت لقيته غرقان في دمه وفيه جروح في ظهره وإيده". كانت تفاصيل الواقعة بدأت بتلقي اللواء محمود حسن، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا من المقدم شريف عبود، مأمور قسم شرطة بندر دسوق، يفيد ورود إشارة من نقطة شرطة مستشفى دسوق العام، بوصول الطفل "أيمن هشام محمد عبد المقصود المعناوي"، 17 سنة، غارقًا في دماءه وبه العديد من الإصابات عبارة عن جرح نافذ في الظهر وقطع في أوتار اليد اليسرى. وبسؤال المجني عليه اتهم "صابر م.خ.ا"، ويقيم بقرية العجوزين، دائرة مركز شرطة دسوق، ويعمل بشركة أمن إداري بمستشفى حميات دسوق، بدفعه في زجاج نافذة أحد طوابق مستشفى حميات دسوق، إثر مشادة بينهما أثناء صعوده مسرعًا بعد إحضار العلاج الخاص بشقيقته المحتجزة بقسم الأطفال بالمستشفى. جرى تحويل الطفل إلى مستشفى تخصصي بمدينة دسوق، بناء على رغبة أسرته، بدلًا من تحويله إلى مستشفى دمنهور التعليمي، وجرى إيداعه في العناية المركزة لخطورة حالته. تحرر عن ذلك المحضر رقم 11490 لسنة 2019 جنح قسم شرطة بندر دسوق، فيما تستكمل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة. وأمر المستشار على الخدرجي، رئيس نيابة دسوق في كفر الشيخ، تحت إشراف المستشار ياسر الرفاعي، المحامي العام لنيابة كفر الشيخ الكلية، بطلب تحريات العقيد أحمد سكران، رئيس فرع البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ حول الواقعة. كما أمر رئيس نيابة دسوق، بإحالة الطفل إلى الطب الشرعي لإثبات إصابته المحددة في التقارير الطبية المحررة بمعرفة مستشفى دسوق العام، ومستشفى آخر تخصصي بمدينة دسوق. جاء ذلك بعد تقديم رضا نوار، محامي الطفل المجني عليه بمذكرة لرئيس نيابة دسوق، تتضمن الطلبات التي أصدر رئيس نيابة دسوق قرارًا بشأنها، بجانب توجيه الاتهام لكل من مدير مستشفى حميات دسوق، ومدير شركة الأمن الإداري بالمستشفى بتسببهم في إصابة الطفل.
