يبدو أن أزمة هواوي مع أمريكا ستعود إلى نقطة الصفر، فبعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاقه مع الرئيس الصيني شي جي بينج على رفع الحظر عن هواوي، تضاربت الأنباء وتوالت التقارير عن مدى جدية تنفيذ الإتفاق على أرض الواقع، حتى بدأت مجموعة من نواب الكونجرس السعي لاستصدار مشروع قانون يمنع ترامب من تخفيف الحظر المفروض على العملاق الصيني. وقدم نواب عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي مشروع القرار باسم "الدفاع عن مستقبل الجيل الخامس في أمريكا" لضمان تفعيل قائمة الحظر بكامل جوانبها، وعدم التعامل مع هواوي في بيع أو شراء معداتها التي تشكل خطراً على الأمن القومي، وعدم استخدامها في البنية التحتية لشبكات الجيل الخامس. كما يحد القانون من سلطة الحكومة والرئيس الأمريكي فيما يخص إزالة الشركة الصينية من قائمة الحظر دون الرجوع للكونجرس، ويحظر أي استثناءات قد تصادق عليها الحكومة للشركات الأمريكية للتعامل مع هواوي. وشدد النواب الذين قدموا مشروع القانون على أنه يمثل حماية لتقنية الجيل الخامس في الولاياتالمتحدة، وقال أحدهم إن هواوي تمثل واجهة للحزب الشيوعي الصيني، وقال آخر إن حظر الشركة لا يجب أن يدخل كبند للمساومة في الحرب التجارية الدائرة مع الصين. وبالرغم من أن القانون يحظى بدعم نواب من الحزبين فإن الرئيس الأمريكي لا يزال يملك سلاح الفيتو الرئاسي، الذي لا يمكن إبطاله إلا باجماع ثلثي نواب مجلسي الشيوخ والنواب، وهو ما يعني أن المعركة ستكون صعبة، في ظل توافق كبير بين أعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يخص هواوي والمخاوف المترتبة على التعامل معها.