"البيض وقع على الأرض".. حكاية حمولة تنتهي بسطو مسلح

كعادته قاد السائق سيارة تابعة لمزرعة دواجن بمركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة في طريقه لتوزيع كمية من أطباق البيض على المحلات التجارية، سيناريو يومي تبدلت أحداثه لدى اصطدامه بسيارة أخرى ما أسفر عن سقوط الحمولة بنهر الطريق، ليقرر مالك المزرعة فصله عن العمل.
استشاط السائق غضبا لطرده من العمل لاسيما أن الحادث وقع بشكل مفاجئ دون ارتكابه أي خطأ يستلزم معاقبته بتلك الطريقة، ليشرد ذهنه إلى التفكير في الانتقام ورد كرامته، وقاده تفكيره الشيطاني للاستعانة بمدرب سباحة أنهى عقوبة السجن منذ فترة قصيرة يعاني من أزمة مالية.
جلس الاثنان يبحثان كيفية تنفيذ مخططهما دون القبض عليهما، وخلصا إلى السطو على إحدى المزارع الخمس المملوكة للضحية، واستعانا ب5 آخرين ما بين عمال سابقين في تلك المزارع على دراية بالمداخل والمخارج وتوقيت تسليم الورديات وآخرين من أرباب السوابق لتجهيز السلاح.
4 ملثمين مدججين بالسلاح نفذوا السطو على مزرعة البدرشين، وتعدوا بالضرب على العمال وقيدوهم بالحبال، واستولوا على مبلغ مالي نحو 500 ألف جنيه، ولاذوا بالفرار.
"بيتي اتخرب" بهذه الجملة استقبل مالك المزرعة الخبر ليوجه العمال بالإبقاء على الأوضاع كما هي انتظارا لحضور الشرطة، وتوجه إلى قسم شرطة البدرشين وأبلغ العميد خالد فهمي مأمور القسم عن الواقعة الذي انتقل إلى المزرعة عل رأس قوة أمنية للفحص والمعاينة.
فور تلقيه البلاغ شكل اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة فريق بحث على أعلى مستوى يترأسه العميد عبد الرحمن أبو ضيف رئيس قطاع الجنوب بمشاركة ضباط فرقة العياط والبدرشين؛ لتحديد هوية الجناة وإعادة المبلغ المستولى عليه.
بالعودة إلى قسم شرطة البدرشين تحول مكتب العقيد علي عبد الكريم مفتش فرقة العياط والبدرشين إلى غرفة عمليات، يناقش الخطوط العريضة لخطة البحث مع الضباط، وتركزت على فحص العمال الحاليين والسابقين في المزرعة، ومراجعة كاميرات المراقبة وفحص علاقات المُبلغ والوقوف على وجود خلافات بينه وآخرين ترقى لارتكاب الواقعة.
جهود البحث والتحري توصلت إلى أن العقل المدبر للحادث سائق تم فصله من العمل منذ فترة ليست بالطويلة، وأنه استعان بزملاء سابقين أيضا لتنفيذ مخططه بدافع الانتقام.
بالعرض على اللواء دكتور مصطفى شحاتة مصطفى مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، وجه بسرعة ضبط المتهمين، وتم استصدار إذن من النيابة العامة، وتمكن المقدم مصطفى مخلوف وكيل الفرقة والرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث البدرشين من ضبط المتهم الرئيسي ومدرب السباحة، وأقرا بصحة التحريات وأرشدا عن شركائهما.
استهدفت مأمورية المتهمين الخمسية الهاربين في أماكن اختبائهم، وتمكن المقدم حسام بكير وكيل فرقة الجنوب والرائد هاني عماد رئيس مباحث أبو النمرس والرائد أحمد صبحي رئي مباحث العياط من ضبطهم والأسلحة المستخدمة وذخائر، وتم إعادة المبلغ المستولى عليه، لتسدل أجهزة الأمن الستار عن القضية وسط إشادة مالك المزرعة باحترافية جهاز الشرطة المصرية.