عقب مرور نحو 24 ساعة فقط على احتفال الأمة الإسلامية بليلة الإسراء والمعراج، يحتفل الألاف من أبناء محافظة المنياومحافظات الجمهورية بمولد العارف بالله أحمد الفولي على كورنيش النيل. ويحرص الآلاف من المُريدين وأبناء الطرق الصوفية، على زيارة مسجد وضريح أحمد الفولي على كورنيش النيل، على مدار نحو 10 أيام قبل احتفال الليلة الكبيرة مساء يوم 27 من شهر رجب، إذ يفترش أبناء الطرق الصوفية، الشوارع المُحيطة ب"المسجد"؛ ويحيلوه إلى مكان للنوم والإقامة، ويدشنون غرفة كبيرة يتناولون فيها الطعام. وفي الليلة الختامية، ووسط إجراءات أمنية مُشددة، يستقبل المسجد ومحيطه الآلاف من المُريدين، وأصحاب الطرق الصوفية (بيومية، رفاعية، شاذلية، زهية، وغيرهم من الطرق"، التي تنصب خيامها وتجعلها مُلتقى ومبيت لأبناء المحافظات الأخرى الذين يحرصون على حضور الاحتفالات. ماهر محمد، أحد مشايخ الطرق الصوفية، قال ل"مصراوي" إن الآلاف من أبناء الطرق الصوفية، ومن خارجها، يحتفلون بيوم مولد سيدي أحمد الفولي، كل عام، قاصدين التبرك والدعاء حتى أن بعض المرضى وأصحاب الحاجات يزورن المقام ويقرأون الفاتحة ويتمسحون بالشال الموجود على الضريح تبركًا به". وتابع "ماهر"، "مُنذ أن توفي "علي بن محمد بن علي" والشهير بسيدي "أحمد الفولي"، عام 1086 هجريًا الموافق 1665 ميلاديًا، عن عُمر يُناهز ال 86 عامًا، ويحتفل أهالي مُحافظة المنيا، وأبناء الطرق الصوفية من مُختلف مُحافظات مصر، بيوم مولده، الموافق يوم 27 من شهر رجب، الذي يتزامن مع رحلة الإسراء والمعراج. وأضاف "ماهر" أن "الفولي" ولد عام 990 هجريًا، وجاء من اليمن إلى مصر، وتلقى العلم في الأزهر الشريف وسار على المذهب الشافعي على يد الشيخ محمدين يحيى الجركسي، وانشغل بالتدريس في جامع اسكندر، واحترف بيع "الفول" وتزوج من محافظة المنيا وعُرف في المدينة " ب"أبي أحمد الفولى"، وذاع صيته لما عُرف عنه من تصوف وصلاح وزُهد واستقامة وتبحر في علوم الشريعة واللغة والصوفية الشاذلية". وتابع، "عاش "الفولي" في المنيا نحو 57 عامًا قضاها في التعليم والتعلم، وله تفاسير لبعض آيات القرآن كما ان له مخطوط يُعرف باسم "تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس"، وعندما توفيّ عام 1076 هجريًا أي بعد عمر يناهز 85 عاما دفن في ضريح خاص بالزاوية التي أنشأها في حياته على شاطئ النيل الغربي ثم أُسس المسجد بعد استمرار توافد الزائرين.