رئيس كهرباء جنوب القاهرة: الكهرباء مثل أي سلعة في السوبر ماركت- حوار

تصوير - علاء أحمد:
قال المحاسب محمد السيسي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء الجديد - أول محاسب في تاريخ الكهرباء يتولى رئاسة شركة، إن نسبة الفقد في التيار كبيرة؛ نتيجة عدم تسديد العديد من الفواتير، ولكن يجرى التغلب على ذلك الفترة المقبلة.
وأضاف محمد السيسي، لمصراوي، في أول حوار له بعد توليه المنصب، أن تقديم خدمة أفضل على رأس أولوياته، مؤكدًا أن هناك خطة للشركة للسيطرة على الفقد، والتعامل مع الجهات الحكومية التي لا تسدد الفواتير.
وأوضح أنه جاري تركيب عدادات مسبوقة الدفع لدور العبادة، وإلى نص الحوار..
ما تقييمك لأول تجربة للاستعانة ب"محاسب" لتولي رئاسة شركة كهرباء؟
تجربة إسناد رئاسة شركة جنوب القاهرة للكهرباء لقيادتي الأولى من نوعها في شركات الكهرباء، وتؤكد أن رئاسة مجلس إدارة أي شركة وخاصة "التوزيع" ليست قاصرة على مهندس أو محاسب أو فني؛ لأن الفكرة في الإدارة أو القيادة هي "فن الإدارة" فقط وليس كون الشخص مهندسًا أو محاسبًا أو فنيًا.
"بنحب ندلع المشتركين بتوعنا"
ما أهم الأولويات لديك؟
أولى أهدافي وأولوياتي، العمل على تقديم خدمة جيدة للمشتركين، وتحسين نسب التحصيل وخفض نسب الفقد، والأهم من ذلك شعورالمشترك بالرضا تجاه الخدمات المقدمة له، مع تأكيد حسن معاملة الكشاف والمحصل للمشترك من خلال توعيتهم بذلك والتأكيد عليهم مرارا وتكرارا بحسن المعاملة والذهاب للمشتركين في أوقات مناسبة، وكذلك متابعة التحصيل، وأعد بأنه خلال الفترة القليلة المقبلة سيكون هناك تحسن ملحوظ في الأداء وهذا هدفي الأول حاليا.
كم يبلغ عدد المشتركين المستفيدين من الخدمة التابعين للشركة؟
يبلغ عدد المشتركين التابعين للشركة 6 ملايين مشترك، وتبلغ الكوتة الشهرية التي يجرى تسديدها للشركة القابضة 1.6 مليار جنيه نظير ما تشتريه الشركة أو تحصل عليه من طاقة كهربائية توزعها على المشتركين شهريا.
ماذا عن الخطة الاستثمارية للشركة هذا العام ؟
2 مليارجنيه قيمة الخطة الاستثمارية للعام الحالي، وجرى الانتهاء من تنفيذ 95% من الخطة الطموحة أيضا التي كان من المفترض الانتهاء منها في ديسمبرالماضي إلا أنه جرى مدها فترة أخرى.
لم ولن يحدث إعفاء أي مواطن من سداد الفواتير
هل هناك مشكلات في التحصيل؟
بالطبع توجد بعض الصعوبات والعقبات لكننا سنواجه ذلك من خلال إجراء تقييمات مختلفة خلال الفترة الحالية لمعرفة أوجه القصور والتغلب عليها بمختلف المناطق مع تكليف كل رئيس قطاع بتحديد المناطق التي تمثل صعوبة في التحصيل والتنسيق معه لبحث الحلول الجذرية في أقرب وقت وهذا سيكون أيضا بمثابة مؤشر كبير على تقييم رؤساء القطاعات التجارية والإيرادات بمختلف أنحاء الشركة .
ما تقييمك لتجربة "شعاع"؟
لا أستطيع الحكم على تجربة "شعاع" حاليا، واطلعت منذ أيام على التكلفة التي يجرى تسديدها لشركة القراءات المتعاقدة مع الشركة القابضة للكهرباء والتي تسير بخطى جيدة، وأنا راضٍ على الأداء إلا إنني سأقيم التجربة بالتفصيل.
ماذا ستقدم للمحصلين والكشافين باعتبارهم "نواة" الشركة؟
المحصلون والكشافون، عماد ونواة الشركة ويقع عليهم عبء كبير إلا أن طبيعة عملهم تقتضي بذل الجهد والتعب، ولابد من الاعتراف بأنهم كثيرا ما يواجهون مصاعب وعقبات من خلال ردود بعض المشتركين البائسة أو الغاضبة نظرا لصعوبة الحياة والحالة الاقتصادية الصعبة إلا أننا أولا وأخيرا ب"نحب ندلع المشتركين بتوعنا، ودا حقهم علينا"، مع التأكيد أن المحصلين هم أبطال الفترة القادمة ومطالبين ببذل أقصى ما عندهم حتى يتمكنوا من تحقيق النسب المطلوبة، ويجرى تقديره لأنه لا يستوى "محصل" يعمل ويحقق نسبته مع آخر لا يعمل أو يحقق نسبته المطلوبة منه.
اللى مش هيلتزم هنقطع التيار عنه
في حالة عدم سداد المشترك للفواتير المستحقة عليه ماذا تفعل الشركة معه؟
لابد من المصارحة والشفافية، وزارة الكهرباء بذلت مجهودات كبيرة وأنفقت المليارات خلال السنوات الماضية لتطوير الشبكة القومية للكهرباء، ومنذ عام 2015 وحتى الآن لا توجد أي انقطاعات لفترات كبيرة كما كان يحدث من قبل مقارنة بالفترات الماضية، وهذا لم يأت من فراغ، ولابد أن يعي كل مواطن أن الكهرباء مثلها مثل أي سلعة في السوبرماركت لن يتم منحها أو الحصول عليها إلا بسداد قيمتها مع العلم أن السلعة في السوبر ماركت يتم سداد مقابلها فورا أما الكهرباء سداد قيمتها بعد نهاية كل شهر؛ لأن التحصيل يبدأ بعد مرور 45 يومًا دون أي فوائد.
وماذا لو رفض المشترك السداد؟
حال رفض أي مشترك سداد الفاتورة الشهرية، هناك لوائح كثيرة حالة عدم سداده في مقدمتها إنذاره بفصل التيار وبعدها قطع التيار بمدة وأخيرا يتم رفع العداد، وأقول: "أي مشترك مش هيلتزم بتنفيذ اللائحة هيتم التعامل معه فورا".
هناك سوء معاملة من المحصلين والكشافين يعانى منها بعض المواطنين.. ما ردك على ذلك ؟
تحدثت مع جميع العاملين بالشركة من قيادات وعاملين وفنيين، وأكدة ضرورة حسن التعامل مع جموع المواطنين، ومكتبي مفتوح أمام الجميع وأي شكوى يتم النظر فيها والرد عليها بأقرب وقت، وحق المواطن والعميل أهم أولوياتنا ولابد من تصحيح الوضع.
ما تقييمك للعدادات الذكية؟
"دي مش حاجة بنخترعها للمرة الأولى لأنها أثبتت نجاحًا كبيرًا في دول العالم، مثل فرنسا والصين، ومش هنقدر ننفذها مرة واحدة لأن تكلفتها كبيرة والتجربة هدفها تقليل نسب الفقد وزيادة الإيرادات على مراحل".
كم عداد مسبوق الدفع جرى تركيبه حتى الآن؟
600 ألف عداد مسبوق الدفع ونسعى حاليا لزيادتها، وبالنسبة للشحن هناك بعض العقبات التي كانت تواجه المشترك في الفترات السابقة إلا أنه جرى التغلب على ذلك حاليا ووضع بداية النهاية لآلية شحن العدادات من خلال منافذ الشحن والتعاقد مع شركات الدفع الإلكتروني بهدف التيسير على المواطن .
ماذا عن مديونيات الشركة؟
مديونياتنا كبيرة عند الحكومة وقطاع الأعمال، تصل لأكثر من ملياري جنيه لكن "بعد شهر تعالى اسألني عليها وهتحكم"، وأود التنويه أن لجنة فض التشابكات من الكهرباء والمالية نجحت في توفيق أوضاع الشركة ومديونياتها المستحقة لدى كل من شركات المياه والصرف الصحي ووزارة الأوقاف، ويجرى حاليا تعميم تركيب عدادات مسبقة الدفع لجميع دورالعبادة من المساجد والكنائس التابعة للشركة بمختلف المناطق.
هل تعاني الشركة من نقص الكوادر البشرية؟
توجد كوادر كثيرة وهناك شباب "زي الفل" ولابد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب من أجل تحقيق النهضة ولا مجال أو وقت لفاشل أو متخاذل، وسيتم توزيع الأدوار خلال أقرب وقت ذلك.
ما دور النساء في شركة جنوب القاهرة للكهرباء؟
المرأة ركيزة أساسية لتحقيق النجاح، وبالنسبة لشركة جنوب توجد بها عدة كوادر نسائية بمختلف القطاعات والإدارات وسيتم الاستفادة منهم بصورة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
ماذا عن المشاركة الاجتماعية للشركة التي لا توجد؟
سأحاول تقديم خدمات كبيرة لمحدودي ومتوسطي الدخل من خلال إعداد حملات إرشادية للعاملين بكل إدارة لتوعية البسطاء بالأجهزة الكهربائية التي تستهلك الكهرباء بطريقة كثيفة ووجود بدائل لها، من خلال عمل قياسات كهربائية للأجهزة الموجودة بالمنزل وسيتم منحهم لمبات ليد بسعر مخفض من خلال التقسيط على فاتورة الكهرباء الشهرية، أما إعفاء أي مواطن من الكهرباء هذا لم ولن يحدث على الإطلاق.
ماذا قدمتم من تسهيلات للمناطق الصناعية التابعة للشركة؟
منذ تكليفي برئاسة الشركة توافد على مكتبي أكثر من 5 مستثمرين لتوفيق أوضاعهم فيما يخص حصولهم على الكهرباء وسداد المتأخرات وتم حل جميع المشكلات المتعلقة بهم، لسنا في صراع أو منافسة هدفنا تقديم خدمة مميزة والحصول على العائد فقط، والكهرباء والمستثمرون "إيد واحدة" ولابد من تقديم أوجه الدعم.
ما أبرز التحديات التي تمثل ضغوطًا عليك وتحاول إيجاد بدائل لها؟
أكبر تحدٍ موجود حاليا هو ارتفاع نسب الفقد وسأحاول خفضها خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة أن مشكلة ارتفاع نسب الفقد تمثل ضغطًا كبيرًا على الشركة وتمثل عبئًا كبيرًا عليها، وتنقسم لنوعين، فقد فني بالشركة وهو أقل من المعدلات العالمية ويبلغ 6%، أما الفقد التجاري فهو للأسف كبير؛ نتيجة ضعف التحصيل وعدم سداد المستحقات المتراكمة على الجهات الحكومية والقطاعين المنزلي والتجاري.
ماذا عن التعامل مع الجهات الحكومية؟
هناك تعليمات بقطع التيارعن الجهات غير الملتزمة بسداد قيمة ما تستهلكه من كهرباء شهريا إلا أننا سنحاول الوصول لحلول مرضية، ولن يتم قطع التيارعن أي جهة، وستكون هناك لقاءات بيني وبين مسئولي الجهات للتفاوض والوصول لحلول مرضية ومن سيخالف سأبلغ الوزارة ومن ثم رئاسة مجلس الوزراء، "أنا مش معايا عصاية بضرب بيها ولابد من التنويه، واللى مش هيلتزم هنقطع التيار عنه".
ماذا تقول لجموع العاملين بالشركة ؟
سيتم تخصيص يوم الجمعة من كل أسبوع بنادي الكهرباء الذي توجد به قاعات ضخمة للقائي بالعاملين بكل قطاع على حدة والاستماع لمطالبهم والعقبات التي يواجهونها والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن، و"اللبس كاجوال ويونيفورمات".
ما نصيحة وزير الكهرباء في أول لقاء معك؟
"الوزارة والقيادات وضوعوا ثقتهم فيه ويراهنون على ذلك"، وتمنى لي النجاح.