أسعار الخضراوات اليوم 7 ديسمبر.. البصل يبدأ من 8 جنيهات للكيلو    أسعار الذهب اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025    أسعار الدولار اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025    الأحد 7 ديسمبر 2025 — أسواق الحديد تشهد استقرار نسبيًا بعد موجة تراجعات سابقة في أسوان    وزير الخارجية يبحث هاتفيا مع نظيره الإيرانى تطورات الملف النووى الإيرانى    تقرير: أوكرانيا على حافة الانهيار وبوتين لن يتراجع    وسط حالة التوتر العالمي .. الجيشان الصينى والروسى يجريان ثالث تدريب مشترك لاعتراض الصواريخ    أخبار مصر: صلاح يكتب نهايته مع ليفربول، مؤتمر هام لوزير الصحة عن الفيروسات التنفسية، أمطار رعدية تضرب مصر    نظر محاكمة 9 متهمين بقضية خلية داعش عين شمس اليوم    الأحد 7 ديسمبر 2025 — «سماء غائمة ثم شمس خافتة» ومائل للبرودة نهارًا في محافظة أسوان    مصرع شخص صدمته سيارة أثناء عبوره الطريق ب6 أكتوبر    محمد عشوب: نتمنى تنفيذ توجيهات الرئيس نحو دراما تُعبّر عن المواطن المصري    د.حماد عبدالله يكتب: وما نيلُ المطالب بالتمنى !!    آداب عين شمس تنظم دورات تدريبية للشباب الجامعي المقبل على الزواج    اثنان منها بالغة الخطورة، اكتشاف 107 ثغرات أمنية في برمجيات أندرويد وتحذير للمستخدمين    طقس اليوم الأحد أوروبي بامتياز.. نزول حاد في درجات الحرارة    جيروم باول يتجه لخفض أسعار الفائدة رغم انقسام الفيدرالي الأمريكي    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 7 ديسمبر    الجزائر.. 9 قتلى و10 جرحى في حادث مرور مروع بولاية بني عباس    حبس المتهمين بسرقة مشغولات فضية من مخزن في القاهرة    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    ضائقة مالية تجبر مخرج "العراب والقيامة الآن" على بيع ثاني ساعاته النادرة ب 10 ملايين دولار    ارتفاع عدد قتلى انفجار بولاية ميتشواكان غربي المكسيك إلى 3 أشخاص    أقرأ تختتم دوراتها الأولى بتتويج نسرين أبولويفة بلقب «قارئ العام»    رانيا علواني: ما حدث في واقعة الطفل يوسف تقصير.. والسيفتي أولى من أي شيء    تحذيرهام: «علاج الأنيميا قبل الحمل ضرورة لحماية طفلك»    رحمة حسن تكشف عن خطأ طبي يهددها بعاهة دائمة ويبعدها عن الأضواء (صورة)    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لاكتشاف المواهب| صور    زيادة المعاشات ودمغة المحاماة.. ننشر النتائج الرسمية للجمعية العمومية لنقابة المحامين    «الصحة» توضح: لماذا يزداد جفاف العين بالشتاء؟.. ونصائح بسيطة لحماية عينيك    وزير الاتصالات: رواتب العمل الحر في التكنولوجيا قد تصل ل100 ألف دولار.. والمستقبل لمن يطوّر مهاراته    محسن صالح: توقيت فرح أحمد حمدى غلط.. والزواج يحتاج ابتعاد 6 أشهر عن الملاعب    مصدر أمني ينفي إضراب نزلاء مركز إصلاح وتأهيل عن الطعام لتعرضهم للانتهاكاتً    الإمام الأكبر يوجِّه بترميم 100 أسطوانة نادرة «لم تُذع من قبل»للشيخ محمد رفعت    أصل الحكاية| ملامح من زمنٍ بعيد.. رأس فتاة تكشف جمال النحت الخشبي بالدولة الوسطى    أصل الحكاية| «أمنحتب الثالث» ووالدته يعودان إلى الحياة عبر سحر التكنولوجيا    المشدد 3 سنوات لشاب لإتجاره في الحشيش وحيازة سلاح أبيض بالخصوص    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    هشام نصر: هذا موقفنا بشأن الأرض البديلة.. وأوشكنا على تأسيس شركة الكرة    الاتحاد الأوروبى: سنركز على الوحدة فى مواجهة النزاعات العالمية    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. الحكومة البريطانية تبدأ مراجعة دقيقة لأنشطة جماعة الإخوان.. ماسك يدعو إلى إلغاء الاتحاد الأوروبى.. تقارير تكشف علاقة سارة نتنياهو باختيار رئيس الموساد الجديد    نشرة الرياضة ½ الليل| رد صلاح.. رسالة شيكابالا.. مصير مصر.. مستحقات بنتايج.. وتعطل بيراميدز    عمرو أديب بعد تعادل المنتخب مع الإمارات: "هنفضل عايشين في حسبة برمة"    آخر مباراة ل ألبا وبوسكيتس أمام مولر.. إنتر ميامي بطل الدوري الأمريكي لأول مرة في تاريخه    أسوان والبنية التحتية والدولار    اللجنة القضائية المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المحامين تعلن الموافقة على زيادة المعاشات ورفض الميزانية    هيجسيث: الولايات المتحدة لن تسمح لحلفائها بعد الآن بالتدخل في شؤونها    نقيب المسعفين: السيارة وصلت السباح يوسف خلال 4 دقائق للمستشفى    محمد متولي: موقف الزمالك سليم في أزمة بنتايج وليس من حقه فسخ العقد    الحق قدم| مرتبات تبدأ من 13 ألف جنيه.. التخصصات المطلوبة ل 1000 وظيفة بالضبعة النووية    خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعا عن الحرية الإنسانية    وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ يتفقد مستشفى دسوق العام    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أخبار قد تهمك
نشر في مصراوي يوم 24 - 11 - 2018

"أنا كده بقالي 23 سنة؛ كل ما أقول لحد اسمي يضحك ويتريق عليا، أنا كل يوم متعرضة للمعاناة دي".. كانت تلك الكلمات الممزوجة بالأسى هي ما قالته "سَعدية" قبل 6 سنوات لموظف الأحوال المدنية ذي اللحية الكثيفة، وهي تتقدم للمرة الخامسة بأوراق تغيير اسمها، عندما ضحك ساخرا وهو يسألها "عاوزة تغيريه ليه؟ اسمك ماله يعني؟".
رغم ما مر من سنوات، لا تزال "سَجدة" تتذكر ما تعرضت له من صنوف التنمر بسبب اسمها القديم "سعدية" والتي وصلت حد ضربها، ورسوبها في الجامعة بعد امتناعها عن دخول المحاضرات والامتحانات الشفوية تجنبًا لسخرية الأساتذة والمعيدين.
"سَجدة" كانت واحدة من 20 شخصًا غيروا أسماءهم تحدث معهم "مصراوي"؛ ما بين ذكور وإناث من محافظات مختلفة، اكتفينا بذكر الاسم الأول فقط حفاظًا على خصوصيتهم؛ ولم يكن إقناعهم بالتحدث معنا يسيراً، فمعظمهم اعتبر كشف الأمر بمثابة "فضيحة".
تحول دراماتيكي بعد الميلاد
قبل 29 عامًا؛ جاءت "سجدة" إلى الدنيا، كانت طفلة جميلة؛ بيضاء وبشعر أشقر، الجميع طار من الفرح؛ فالوليدة جاءت لتكمل دفيء العائلة بعد أخ "محمد" وشقيقتين "دينا وداليا"؛ لكن سريعًا ما خيم الحزن بعد أيام؛ عندما دخل الأب على زوجته حاملاً شهادة ميلاد الصغيرة وقد سماها "سعدية" على اسم والدته "أمي كان قلبها هيقف، خدت الشهادة كده وبقت تعيط".
خلال شهور حمل الأم، اتفق الزوجان على إطلاق اسم "دعاء" على المولود إذا كان أنثى؛ أما إذا جاء صبي فيكون "محمود"، غير أنها "متعرفشي عمل كده ليه"، وقتها شعرت بالقهر والغضب رغم العلاقة الطيبة مع والدة زوجها المتوفية "ماما كانت بتموت في حماتها"، وما زاد حزنها أن عائلة زوجها أنجبوا إناثًا قبل طفلتها ولم يفكر أحدهم في تسميتها باسم الجدة "حتى إخوات بابا البنات زعلوا منه".
مأساة الطفلة المدللة
في طفولتها، شَبّت الطفلة "سعدية" مدللة وسط أسرتها "كنت فَرخة بكشك عند بابا عشان الاسم"، لكن الواقع كان مختلفًا مع المحيطين كلما علم أحدهم باسمها "بقى بيتحفل عليا في الشارع من عيال صغيرة، وكانوا بيقولوا لي سعدية عجلة مهوية نفخوها بقت عربية".
داخل المدرسة؛ ازداد الحال سوءًا، مضايقات من زملائها طوال الوقت "وصلت في مرة إن فيه شوية ولاد بقوا يتجمعوا عليا يضربوني ويبهدلوني"، لفترة تَبدلت من طفلة وديعة إلى أخرى تستخدم العنف "الموضوع قلب معايا بعدائية".
ذات مرة ألقى زميلها "كاوتش" دراجة عليها خلال سيرها بالشارع؛ فَزعت واستشاطت غضبًا، في اليوم التالي أخذت حزام بنطال أخيها؛ اتجهت للمدرسة وانتظرت الصبي عازمة الانتقام "جيت أهدده وأضربه على الشنطة فالحزام فوت وجه في عينه"، أنكر الغُلام مضايقتها "واتعلقتلي المشنقة في المدرسة واتضربت من المديرة"، وفي الخارج "أهل الولد جم وخبوني في المدرسة عشان ما يضربونيش".
محاولات بائسة
ورغم ما تعرضت له من تنمر وتحولاتها العدائية، عرفت سعدية كشخصية محبوبة واجتماعية "كنت دايما أبقى رئيسة الفصل وياخدوني في مسابقات ومسرحيات"، كوسطاء؛ حاول معلموها التدخل "عملوا اجتماع أولياء الأمور مع والدي وطلبوا منه يغير اسمي عشان الأذى اللي بتعرض له".
رفض الأب "كنت عارفة إنه حاسس بالذنب بس بيكابر"، دخلت في أزمة نفسية "وكرهت المدرسة"؛ في الترم الأول بالسنة الثالثة الابتدائية حَولها والدها إلى مدرسة أخرى؛ لاقت ذات المعاناة وأَمَر "ولد دخل العصاية في عيني لما عرف اسمي"، قبل أن تعود إلى مدرستها السابقة في النصف الثاني من الدراسة.
الباشا.. لما انت اسمك كدة المدير نقوله إيه؟!
داخل قريته بمحافظة المنوفية؛ ظل الصبي اليافع ينادى بين أهله وأصدقائه باسم "الباشا" المكتوب في شهادة ميلاده، لم يكن هناك ثمة مشكلة حتى اجتاز مرحلة الثانوي الصناعي "الدبلوم"؛ بدأ بعدها يشق طريقه ويبحث عن عمل؛ قصد الفنادق السياحية بجنوب سيناء؛ سيل من السخرية والضحك كان يُصب في وجهه كلما أخبر عمال الفندق باسمه "لما أنت اسمك الباشا أومال المدير نقوله إيه؟!"؛ قبل أن يُرفَض في كل مرة.
بعد يأسه من العثور على عمل، قرر "الباشا" تغيير اسمه؛ اختار اسمًا تقليديًا "محمد"؛ ساعده الاسم الجديد على قبوله كأي شخص عادي؛ بعدها بأعوام تزوج وسافر – صاحب ال30 ربيعًا – إلى السعودية للعمل كفني تبليط.
عملية تغيير الإسم تتم من خلال وزارة الداخلية عن طريق السجل المدني، والانفوجراف التالي يوضح الأوراق المطلوبة لتغيير الإسم:
مملوك.. لفظ إباحي!
بعد بلوغه الأربعين، قرر "مملوك" - المولود في إحدى محافظات الصعيد لأسرة مسيحية - تغيير اسمه. في المدرسة كان يواجه مضايقات فَجَة من زملائه، وصلت حد تحوير اسمه إلى (لفظ جنسي إباحي) ومناداته بكلمة غير أخلاقية "كانوا بيحسسوني إني عامل حاجة غلط".
لم يكن بيده حيلة حتى تغير الأمر قبل سنوات عندما علم "بالمصادفة من زميل إمكانية تغيير الشخص لاسمه"؛ حينها عقد العزم على إنهاء مأساته مرة واحدة للأبد "وأنا بغير اسمي كنت بفكر في ولادي وأحفادي فيما بعد".
كان "مملوك" يشتهر بين معارفه وأصدقائه باسم عائلته؛ لذا فكر في تسمية نفسه بذات الاسم، قبل أن يستقر على اسم قريب في نطقه باللغة الإنجليزية من لقب عائلته وهو "جون"، وبينما ترك والده القرار له؛ أبدت أمه ضيقها بذلك "قالت لي هو وحش عشان تغيره، عموما براحتك هو اسمك وانت حر فيه".
بعد عام تزوج "جون"؛ حينما أخبر زوجته "اتبسطت أوي إني فكرت في ابني"؛ رزقا بصبي "اختارنا اسمه بعناية عشان مايحصلش معاه كده".
يارا.. اسمك حرام
باسم "يارا"، ظلت الطفلة - ذات الأعوام الثلاثة - تُعرف كما هو مسجل بشهادة ميلادها؛ قبل أن يقرر أهل والدها تغييره استناداً إلى حديث منسوب للنبي علموا به عن طريق الإنترنت - على العلم أنه لا يوجد حديث نبوي بذلك -، : "هما متدينين شوية فقالوا يغيروا الاسم والبنوته صغيرة قبل ماتكبر ويبقي صعب".
تلك القصة عايشتها مع الأسرة جارتهم العشرينية "أماني"؛ في اختيارهم لاسمها الجديد "راعوا إنه يكون بحرف الياء عشان يمشي مع أخوها الكبير يوسف"؛ الآن أصبح "يمنى" هو اسم الصغيرة التي أتمت عامها السابع.
على نفس المنوال، من مبدأ اعتقادهم بحرمانية الاسم؛ أقدم الأشقاء الثلاثة على رفع قضية لتغيير اسم والدهم المسن - الذي تجاوز السبعين من عمره، قبل 5 سنوات بدأ الابن الأكبر يتجه إلى الالتزام الديني؛ انتابته الشكوك حول اسم والدهم "عبد الرسول": "راح سأل شيوخ في الموضوع لقى إن الاسم ده حرام، لأن مفيش حد يعبد حد غير ربنا وبس".
لم يبد الشقيقان اهتمامًا كبيراً خاصةً لبلوغ الوالد أرذل العمر؛ غير أن أخاهم الأكبر أصر "إحنا طالما فاهمين وواعين هناخد وزر لو مغيرنهوش"؛ وبعد رفعهم قضية تحول اسم الوالد إلى "عبد رب الرسول"؛ بعدها كانت قريبتهم "سارة" شاهدة على أسابيع طويلة من طواف الأشقاء على المصالح الحكومية لاستبدال شهاداتهم بالاسم الجديد.
الانفوجراف التالي يوضح إجراءات تغيير الإسم:
سعدية من جديد.. نقطة التغير
التحقت "سعدية" بكلية الآداب جامعة المنوفية، لم تتوقف معاناتها؛ داخل قاعات المحاضرات أصبحت الشابة "سعدية" محط سخرية الزملاء والأساتذة؛ ذات مرة كان معيد المادة يأخذ الحضور والانصراف "مجرد ما اتقال اسمي المدرج اتقلب تهريج"، آلمها إحراجها بين المئات، امتنعت عن الرد؛ علم المدرس بتواجدها فانطلق ضاحكًا ينادي اسمها بصوت جهور يمزج ما بين الحدة والسخرية، "قمت فتحت المدرج ومشيت"، من وقتها "مبقتش أحضر لدكتور المادة ولا المعيد ولا أدخل امتحانات الشفوي"؛ وفي نهاية العام الدراسي الثالث "شيلت السنة كلها بسبب الغياب".
كان رسوب الفتاة نقطة فاصلة في حياتها؛ قبلها بأشهر علمت "سعدية" بالصدفة بإمكانية تغيير الشخص لاسمه من خلال حديث عابر مع صديقاتها المرافقات لها في معاناتها "قالولي ما بتغيرهوش ليه؟ ده ينفع تعملي كده". بعد مأزق رسوبها؛ هرعت إلى السجل المدني وسألت عن الأوراق والإجراءات المطلوبة؛ بسعادة كبيرة انطلقت إلى بيتها تزف الخبر السار لأسرتها، فيما خيب أملها رد فعل والدها "قالي لما أموت ابقى غيريه"، وأمام تصميمها أخبرها "خلاص يبقى أنا مش هتدخل لا من قريب ولا بعيد، ولا تسأليني عن مصاريف تخليص ورق ولا مطلوب مني ورق أجهزه لك حتى".
عبير.. معاناة ولد
لم يرزق الوالد غير خلفة الصبية، كان يتمنى إنجاب بنت؛ مع وصول وليده الرابع؛ حزن كثيراً راودته فكرة ظن فيها إرضاءً لأمنيته، "سمى الواد عبير عشان مكنش بيخلف بنات".
ل13عامًا ظل الغلام يتعامل في قريته بالشرقية مع سخرية المحيطين من اسمه، ذلك التنمر عايشه معه ابن عمه "سامي"؛ حتى أقنع الصبي والده برفع قضية لتغيير الاسم؛ والآن أصبح صاحب ال24 عامًا "وائل" بدلاً من "عبير".
قرار التغيير..
وصول الفرد لتغيير اسمه مرتبط بنقطتين متكاملتين، وفق ما يقول الدكتور أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق؛ أولهما أننا شعب يعيش جزء كبيرا من حياته في السخرية اللاذعة من غيره "لو حد اصطادوه وحفلوا عليه باسمه مش هيرحموه"، في المقابل يتأثر الشخص بصورته لدى الآخرين "فكرة كلام الناس وهما بيقولوا علينا إيه بتفرق معانا جداً".
فيما حاولنا الوصول لاحصائية رسمية حول أعداد من يقومون بتغيير أسمائهم خلال عام أو أكثر من ذلك من وزارة الداخلية ومصلحة الأحوال المدنية، غير أننا لم نتلقى رد.
هؤلاء عانوا قبل تغيير أسمائهم:
سعدية.. معاناة الميلاد الجديد
بحماس؛ بدأت "سعدية" في إجراءات تغيير اسمها، لم تكن تعلم بإمكانية توكيل محامي "قدمت مع نفسي"، في المرة الأولى اختارت لنفسها اسم "فرح" استجابة لرغبة أصدقاء طفولتها "لأني كنت فكاهية وعلى طول أضحك وأهزر فقالوا الاسم ده يركب على شخصيتي"، بعد حوالي 10 أيام توجهت للسجل المدني لمعرفة نتيجة طلبها "لقيته اترفض قالولي غير مستدعي".
ل4 سنوات متتالية؛ تقدم "سعدية" طلب تغيير اسمها، تفشل وتلقى الرفض، تعود بيتها بائسة وحزينة، تعاود المحاولة في العام اللاحق "مزهقتش، كنت حاسة إن اسمي ده حقي لآخر نفس فيا". فيما نجحت في المحاولة الخامسة بعدما طلبت مساعدة إحدى قريباتها العاملة بالسجل المدني "قولتها أنا بقالي 4 سنين بقدم على تغيير اسمي، ممكن الموضوع ده ينجح وأكمل فيه ولا لأ؟"، طلبت منها أن تأتي لها بالأوراق في اليوم التالي، ذهبت معها للموظف، أخبرته الشابة العشرينية بتضررها من الاسم، سألها عن أمر واحد "والدك رافض ولا لأ بس؟"، وأخذ الأوراق منها "وقالي ربنا يسهل".
في المحاولة الخامسة والأخيرة، عَدلت "سعدية" الاسم الجديد لنفسها؛ كانت تتمنى تسمية نفسها "سجى"، أخذت رأي أشقائها؛ "قالوا خليكي في اسم واقعي، أي حد هيسمع سجى هيقول انه مش قديم معاكي بقاله 23 سنة"، اقترحوا تقريبه إلى اسم "سجدة"؛ وكان الاختيار.
سكينة ونصرة.. تغيير الاسم بأمر العريس
على اسم جدتها لوالدها؛ سُميت الفتاة "سكينة"، داخل قريتها بمحافظة الشرقية شَبّت الصغيرة تحمل الاسم ولا تنزعج منه؛ حتى أتمت عامها ال18 وطرق بابها العرسان؛ وبعد خطبتها لأحدهم قبل 4 سنوات طلب منها تغييره "إيه سكينة ده؟! نشوفلك اسم تاني". وقبل أيام من موعد فرحها أصبحت العروس المنتظرة تسمى "سارة" بإجراءات رسمية.
نفس الأمر بالنسبة ل"نصرة"، كانت الفتاة تنزعج من اسمها؛ تلوم والدها على تسميتها باسم والدته غير المتداول بالنسبة لجيلها، طالما طلبت من أصدقائها - داخل بلدتها بمحافظة المنوفية - مناداتها باسم "شروق"؛ حتى بلغت الصَبية عامها العشرين وطلب منها عريسها تغييره؛ طارت من الفرح لمساندة شريكها لها في قضية عمرها أمام والدها. ومنذ عامين أصبحت "شروق" رسميًا قبل أشهر من فرحها.
الانفوجراف التالي يوضح تغيير الإسم في قانون الأحوال المدنية:
سعدية.. وأخيرا "سجدة"
12 يومًا مرت على "سعدية" على أحر من الجمر، حتى تلقت مكالمة من قريبتها تزف لها البشرى المنتظرة "اللجنة وافقت على تغيير اسمك". غير مصدقة؛ اندفعت إلى مكتب السجل المدني، التقطت أوراق قرار المحكمة ورقم ملف القضية، "كنت مبسوطة إني قدرت أعمل كده بعد كل المحاولات دي".
فوراً بدأت في تغيير أوراقها الرسمية باسمها الجديد، أولاً حصلت على بطاقتها الشخصية؛ لأول مرة تلتقط عيناها "أنا سجدة"، استشعرت تغير موقف والدها "في اليوم التالي، توجهت لكليتها واستخرجت شهادة تخرج باسم "سجدة"، تباعًا بدأت تستخرج أوراقا جديدة من شهادات الميلاد والقيد العائلي وبطاقة علاجية تبع عمل والدها "كنت بقولهم يا جماعة غيروا الاسم مفيش حاجة دلوقتي اسمها سعدية" تقولها ضاحكة.
كانت "سعدية" مخطوبة وقت سيرها في إجراءات تغيير اسمها في المرة الأخيرة "شجعني على الإجراءات، أي حد مكانه كان هيعمل كده"، لكنها فسخت خطبتها فيما بعد وارتبطت بشخص آخر بعد 3 سنوات من تحولها ل"سجدة".
أخبرته بقصتها في أول مقابلة بينهما "الموضوع مفرقش معاه"، بعد زواجهما رزقا بطفل عمره الآن عامان ونصف؛ خلال فترة حملها كان يتملكها هاجس اختيار اسم مناسب "رعيت ربنا في اسم ابني، وقعدنا فترة طويلة ندور على أسامي"؛ فيما قطعت على نفسها عهداً صارمًا "قولت لو حسيت إن ابني متأذي من اسمه وقالي غيروه لي هغيره حتى لو هو حلو وعاجبني".
لا يزال الكبار في عائلة والديها ينادونها ب"سعدية" حتى الآن؛ لكن الأم العشرينية لا تكترث كثيراً لهم "أنا معايا اللي يثبت إن اسمي سجدة"، تقول إنها لم تسع لذلك من أجل نفسها "أنا نحست على التريقة، بس مكنش عندي استعدادا أتجوز وأخلف ويبقى مرات فلان اسمها سعدية وولادي مامتهم سعدية وأعرضهم للي شفته في حياتي".
تلخص سجدة معاناتها قائلة "ربنا بيجعل نصيبنا من أسامينا، فلو الاسم مش حلو مكنش اتكتبلنا، إحنا مش هناخد الاسم معانا وإحنا بنموت، وقتها بيتشال الاسم وبيتقال علينا الميت أو الجثة أو الجثمان.. بس الفكرة إن مجتمعنا كده".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.