"جاب عيل البيت وكان عايز يغتصبه".. حكاية أب قتل ابنه خنقا بإيشارب

يوم الجمعة قبل الماضي، كان كل شيء هادئا كما العادة في كفر العلو الواقع بمنطقة البترول القريبة من صحراء حلوان؛ عندما طرق جيران "أ. س" قهوجي، بشدة على باب منزله، وأخبروه بعثورهم على ابنه "عمرو" (16 سنة وشهرته حلاوة)، مغميا عليه أمام المنزل. هرع الأب وحمل ابنه معهم وأدخله المنزل، وبعدما فشلوا في إفاقته صرخ "ابني مات".
لم يكن موت الصبي التحول التراجيدي الوحيد في القضية، فسرعان ما أنقلب الأمر بعد احتجاز قوات الشرطة للأب، واعترافه بقتله ابنه.
"مصراوي" انتقل إلى مسرح الجريمة، لسماع روايات الأهالي وشهود العيان حول تفاصيل وأسباب قتل الأب لابنه التي صارت حديث الجميع.
"بتاع مشاكل ومدمن مخدرات"، يصف الجار "محمود م." المجني عليه، مضيفًا أنه خرج من دار الأحداث منتصف إبريل الماضي عقب قضائه عقوبة الحبس في قضية "خطف حقيبة".
قبل أسبوع من مقتله، استدرج المجني عليه "عمرو" طفل أحد جيرانه داخل منزله مستغلًا عدم تواجد والديه، وحاول اغتصابه، لكن الطفل صرخ مستغيثًا بالجيران وتمكن من الهرب، وتجمهر أهل الطفل أمام منزل القهوجي "ابنك غلط ولازم نأدبه"، يروي جار المجني عليه.
وقال "محمد س." أحد جيران المجني عليه، إن أهل "عمرو" بمساعدة بعض كبار المنطقة، نجحوا في تهدئة أهلية الطفل مقابل توقيع والده القهوجي على "إيصالات أمانة" لحين عودة نجله الهارب وتحديد موعد لجلسة تصالح (جلسة عرفية).
يوم الواقعة (الجمعة قبل الماضية)، عاد نجل القهوجي إلى المنزل، فنشبت بينه وبين والده مشادة كلامية بسبب عتاب من الأب لم يعجب الابن، تطورت إلى تشابك بالأيدي، فدفع عمرو والده بشدة، استشاط الأخير غضبًا وانقض على ابنه ضربًا ثم خنقه ب"إيشارب" حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، حسب أقواله في تحقيقات النيابة.
حاول الأب إبعاد الشبهات عنه، فترك جثة ابنه أمام باب المسكن، وبعد دقائق تصادف مرور عدد من أهالي المنطقة، الذين سارعوا بالطرق على الباب "إلحق ابنك مغمى عليه"، يقول "هيثم ن." أحد الجيران في التحقيقات، مضيفًا أن الأهالي ظنوا في البداية أن الضحية فاقدا الوعي، فأدخلوه إلى المنزل.
"ابني مات"، صرخة خرجت من الأب بعد محاولة فاشلة لإفاقة نجله الصغير، محاولًا تجنب أي شبهة حول أسباب وفاته، ومع قدوم مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن، اكتشف الأخير وجود آثار خنق بالرقبة وخدوش بالوجه، فرفض التصريح بالدفن وأبلغ الشرطة.
وألقت مباحث قسم شرطة حلوان القبض على القهوجي لسماع أقواله حول مقتل نجله، وأنكر في البداية معرفته بأسباب وفاته، قبل أن يعود ليعترف بعد تضييق الخناق عليه.
"جاب عيل البيت وكان عايز يغتصبه"، كلمات برر بها المتهم قتل نجله، قائلًا إنه لم يقصد قتله لكنه أراد تأديبه "كنت بربيه عشان ميعملش كده"، مضيفًا أن نجله سيء السلوك ودائم افتعال المشكلات مع جيرانه إضافة لتعاطيه المواد المخدرة.
وقررت نيابة حلوان الكلية برئاسة المستشار تامر العربي، المحامي العام الأول للنيابات، حبس الأب المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل نجله.