تصوير- إسلام فاروق: يقولون إن مجاملات البشر دائما ما تظهر في وجه الشخص بينما يتلقى السباب والنقد خلف ظهره، لكن مشهد حفل تأبين الراحل رضا غنيم، الذي جرى منذ قليل، بمقر نقابة الصحفيين، التي لم يقدر له أن يدخلها بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من ذلك، وضح مدى حب الناس له بشكل حقيقي. في تمام الخامسة امتلأت القاعة التي تستضيف حفل تأبينه، والتي حملت اسم محمد حسنين هيكل، بالأصدقاء الذين روى أغلبهم قصصا عن رضا جمعتهم به في العمل والرفقة والسكن. في مشهد يشبه سرادق العزاء بكل تفاصيله، امتلئت القاعة باللون الأسود الذي كسا ملابس أغلب صديقاته، وانتشر البكاء في صفوف النساء والرجال على حد سواء. وتردد صدى آيات القرأن الكريم عبر جدران القاعة، تلاها بعض الشهادات لأصدقائه. كان صحفيا متميزا مجتهدا وباحثا بحق عن الحقيقية، لديه قضية يغامر من أجلها، عشق يناير وظل يطارد أحلامها ويبحث عن مبادئها حتى أنهكته بعد أن أحبها، كل شهادات الأصدقاء ورؤساء العمل أكدت ذلك. حرص المخرج الكبير داوود عبد السيد، على إرسال رسالة تأبين لرضا بعد رحيله، أكد فيها ما سبق، وأحدث تفصيلا كيف لاحقه رضا كما يلاحق الفتى أحلامه، باحثا عن حوار صحفي أجبر عبد السيد في النهاية عليه، رغم اعتزاله الأحاديث الإعلامية منذ فترة كبيرة. رسائل أخرى تصب في صالحه وجهها أصدقائه الذين لم تمكنهم ظروفهم وظروف العمل من الحضور، تشيد به وتنعي رحيله. في نهاية التأبين، حصل أهل رضا على تكريم ربما لم تشأ الأقدار أن يحصل عليه في حياته، فكرم الكاتب الصحفي، عبد الحكيم الأسواني، مدير تحرير جريدة المصري اليوم، أسرة الصحفي الراحل رضا غنيم الذي أمضى 6 سنوات للتصدي لقضايا تهم المجتمع المصري وأهداهم الأسواني، درع تكريم لنجلهم من مؤسسة المصري اليوم، تقديرا لمجهوداته ودوره في إثراء المواد الصحفية في الجريدة خلال فترة عمله بها، مؤكدا أنه كان إضافة إلى جريدة المصري اليوم.