"مسألة الولاء للفانلة الحمراء والنادي توفي ولا رجعة له، المسألة اليوم مادية بحتة ولابد من الاخذ بلوائح الفيفا وترجمتها ليقوم الاتحاد بتطبيقها لأن فيها كل كبيرة وصغيرة". منذ 17 عاماً وتحديداً فى ال 16 من مارس 2001 عقد صالح سليم رئيس النادي الأهلي مؤتمراً صحفياً للتعليق على هروب إبراهيم سعيد قبل مواجهة الزمالك معلناً "وفاة الولاء" للنادي والفانلة مطلقاً كلمته الشهيرة المقتبسة فى الفقرة الماضية. كلمات رئيس الأهلي الإداري الفذ لم تكن وليدة الغضب أو مبالغة منه ولكنه جاءت فى ختام سلسلة من الأحداث كان أهمها إنتقال التوأم حسام وإبراهيم حسن لنادي الزمالك والتى وصفها ثابت البطل أفضل من شغل منصب مدير الكرة فى تاريخ مصر ب "نتاج عصر الإحتراف". تعامل البطل مع ملف تجديد التوأم بحكمة يغلفها مباديء الأهلي التى ترفض لوي ذراع ناديه وفرض اللاعب لقيمته يستحقها ورفض تام فى مزايدة غير عادلة. تلقي حسام حسن عرضاً تركياً يثيل له اللعاب فى هذه الفتر انطاليا سبور التركي قدم لمهاجم الأهلي عرضاً قيمته 200 الف دولار وراتب شهري 8 الاف دولار ولم يدخل الأهلي فى المزاد ليكتفي ثابت البطل ب جملته الشهيرة "شوف مصلحتك". وضع صالح وثابت مصلحة الأهلي واسقطا قيد المهاجم أفريقيا، الأهلي رأي أن مصلحته فى عدم الإعتماد على لاعب قد لا يتواجد معهم فى المعترك الإفريقي وفضل الإعتماد على رجاله، هكذا الإحتراف والبحث عن المصلحة. نفس الوضوع يعيشه الأهلي حالياً ، عبد الله السعيد وفتحي يرفضان التجديد يملكان عروضاً تتخطي حاجز ال 50 مليون جنيه، والأهلي بالطبع لا يستطيع الدخول فى هذه المزايد المعروف نتائجها أولاً، الثنائى ينظر لمصلحته والأحمر يمسك العصاة من النصف بتراخي، يقف مسئوليه فى المنطقة الرمادية وكأنهم يهدفون لتجهيز الثنائى لفريقهما القادم. الجماهير من جابنها تري ما يفعله فتحي والسعيد، خيانة والإحتراف يضفى على هذه الخيانة "الشرعية" من حقهما البحث عن المصلحة والأموال ومن حق الجماهير أن تعبر عن غضبها وسخطها من الموقف الذى يتنافي مع عقيدة الدرجة الثالثة، هناك تري الجموع أن كرة القدم تلعب من أجلها، يغضون الأموال والإحتراف والرعاة ويتفاخرون بالأيام الخوالي التى كانت تلعب فيها الكرة من أجل الولاء وليس الأموال. الجماهير منطقها واحد فى التعامل حتى لو أختلف المناخ والبيئة المحيطة والثقافة والخلفية، من يخرج بهذه الطريقة يصدروا الحكم عليه بالخيانة، أنصار نابولي فعلوا ذلك مع هيجواين، جماهير برشلونة اتخذت فيجو عدوا لها ، روبرتو باجيو أصبحا خائناً للإنتقال لليوفي، جوتزه وصفوه من المدرج الجنوبي الخاص بدورتموند بالخائن وهو يلعب معهم لعزمه للإنتقال لبايرن ونفس الدوضع للحارس الشاب جيانلويجي دوناروما التى قذفته جماهير ميلان وهو يلعب معهم بالعملات المزيفة لإعلان رغبته فى الرحيل الروسونيري. كرة القدم هي كرة القدم فى برنامج تيلفزيوني شهير فى ألمانيا قدم ألاف الدولارات لمشجعين للتخلي عن انتمائهم فى تجربة حقيقة لإختبار الولاء ولم يرضخ أحد للأموال وفى غرف خلع الملابس الكرة يلهث وراء "تأمين مستقبله" الكلمة المطاطة التى تجسد الفارق الحقيقي بين اللاعب والمشجع.