كيف وُلد "ميكي ماوس" على يد والت ديزني؟

تحل اليوم، الجمعة ذكرى وفاة والت ديزني رائد صناعة أفلام الرسوم المتحركة للأطفال، حيث يعتبر أيقونة ثقافية هامة في هذا المجال بفضل مساهمته في صناعة الترفيه، واشتهر بصناعة العديد من الشخصيات الكرتونية التي شكلت طفولة أجيال كثيرة، ومنها ميكي ماوس وبطوط وغيرها.
هُددت شركة والت ديزني في أحد الفترات بالإفلاس، ففي أثناء عمل "ديزني" وشقيقه مع شركة وينكلر للأفلام بإدارة رجل الأعمال والموزع تشارلز منتز، ابتكر والت ديزني شخصية تدعى "أوزوالد الأرنب المحظوظ"، حيث بدأت الشخصية في الانتشار وزادت شعبيتها بسرعة كبيرة، مما دفع "منتز" إلى محاولة الاستفادة من نجاح الشخصية بمفرده وزيادة أرباح شركته، فألغى عقده مع الأخوين "ديزني" بعد توقيع والت على بند في العقد يتنازل بمقتضاه عن حقوقه كافة، من الشخصية التي إبتكرها باسم أوزوالد- Oswald، بحسب موقع "أراجيك".
صُدم ديزني بعد علمه بما فعله دون قصد، واكتشافه أن ملكية شخصية أوزوالد لم تعد تخصه، فبدون هذه الشخصية، واجهت شركة ديزني الإفلاس، وبعد جمع "والت" لبعض المال من أخذ الصور الفوتوغرافية لصالح بعض الصحف المحلية، توجه بعدها نحو هوليوود ليبدأ من جديد.
وفي طريقه متجهًا إلى هوليوود على متن القطار، رأى والت ديزني أنه عليه ابتكار شخصية أخرى توازي شعبيتها شعبية الأرنب أوزوالد، فراح يرسم بطريقة غير منظمة، بعض الدوائر البسيطة، وقبل أن يصل القطار إلى مدينة لوس أنجلوس، كانت شخصية الفأر مورتيمر قد تشكلت.
عرض والت على زوجته الشخصية الجديدة التي ابتكرها، لكنها اعترضت على اسم مورتيمر الذي اختاره، واقترحت عليه ان يستبدله باسم ميكي، لتبدأ من هنا قصة نجاح واحد من أشهر الشخصيات الكرتونية في التاريخ.
ظهر الفأران ميكي وميني للمرة الأولى في الفيلم الصامت القصير للرسوم المتحركة تحت عنوان "Plane Crazy" في الخامس عشر من مايو لعام 1928، ولكنه فشل في استقطاب انتباه رواد السينما، بسبب الصمت، قبل أن تضاف له المؤثرات الصوتية لاحقاً عام 1929، ولقيت الفكرة التالية لديزني تحت عنوان "Gallopin Gaucho" أيضاً في العام 1928 اللامبالاة نفسها من الناس ورفضها الموزعون.
لكن مع ظهور الأفلام الناطقة، بدأت صالات السينما بتركيب معدات صوتية، وقرر ديزني وضع خطة ناجحة في هذه التقنية الجديدة، فاستثمر كل ما لديه في الظهور الثالث للفأر ميكي في فيلم قصير من الرسوم المتحركة يدعى "Steamboat Willy"، وكان فيلم الرسوم المتحركة الأول الذي يستعمل الصوت المتزامن في شكل تام.
وحقق الفأر الصغير نجاحًا كبيرًا في هذا الوقت، في مدينة نيويورك في 18 نوفمبر لعام 1928، والذي لم تتعدَ مدته 8 دقائق، واعتمد نجاحه بشكل كبير على الثنائي "ميكي وميني"، والمؤثرات الصوتية التي استخدمت لأول مرة في فيلم قصير للأطفال.
ظلت شخصية ميكي في البداية صامتة لعدة سنوات، إلى أن بدأت في التكلم، وكان الصوت في البداية صوت والت ديزني، للمرة الأولى في عام 1929، قائلًا الجملة الشهيرة "هوت دوج.. هوت دوج" في الفيلم القصير "The Karnival Kid"، وتوالت نجاحات الفأر ميكي حتى لعب دور البطولة في أكثر من 120 فيلماً للرسوم المتحركة، واستحق جائزة أوسكار مميزة لمبتكره في عام 1932.