على الرغم من قسوة الطقس وهطول الأمطار عليهن، لم يلفت انتباههن غير مواصلة العمل الذي يبدأنه منذ السادسة صباحًا في أرض "عم إسماعيل" الواقعة بنطاق مركز بسيون، بمحافظة الغربية، حتى يستطعن تحصيل أجرهن اليومي وهو 100 جنيه . "مصراوي" انتقل إلى مكان هؤلاء العاملات ك "أنفار" للتعرف على معاناتهن وسط البرد والأمطار لأكثر من 8 ساعات يوميًا . "لقمة العيش تغلب البرد والمطر".. تقولها "عطيات إبراهيم" - 45 عامًا أثناء عملها في أرض زراعة البصل، وهي تقف داخل المياه وتهطل عليها الأمطار وتعبث الرياح بجسدها . وتستكمل "عطيات" حديثها: "إحنا من 6 الصبح شغالين في المية والمطر نزلة علينا والهواء بيطيرنا.. بس أنا لازم أرجع لعيالي ب 100 جنيه لأنها دخلي الوحيد بعد وفاة زوجي، وعندي 4 أطفال في مراحل تعليمية، ومفيش شغل كل يوم، مبصدق حد يكلمني عشان اشتغل نفر في أرضه". واتفقت معها في الرأي "سناء السيد" وأَضافت: "الدنيا صعبة عليا ولو معملناش كدا هنموت من الجوع إحنا وعيالنا.. يبقى نستحمل برد الشتا ونقف في المية أحسنلنا.. إحنا مش هوانم ولا معانا شهادات وبنجري على رزق عيالنا". واستكملت، أنها تخرج يوميًا من منزلها في الصباح الباكر وتترك أطفالها ال 5 وحدهم حتى تتمكن من جمع بعض الأموال التي تمكنها من الإنفاق على أسرتها ومساعدة زوجها العاطل عن العمل . أما "سيدة الحداد" 19 عامًا، فقالت إنها خرجت للعمل حتى تساعد والدها على مشقة الحياة وظروف المعيشة الصعبة، حيث إن والدها يعمل باليومية في أحد أفران العيش ولا يستطيع العمل يوميًا بسبب مرضه، وتساعده هي ووالدتها حتي يتمكنا من الإنفاق على أخواتها السبعة . وأضافت عائشة رحيم بقولها: "إحنا خدنا على برد الشتا والصحوبية بتهون علينا.. هنعمل إيه؟ كل واحده فينا عندها ظروف معيشية صعبة.. إحنا أوقات بنشتغل في طقس أكتر من ده ولازم نستحمله". من جانبه، قال الحاج محمد إسماعيل، صاحب أرض زراعية، إنه يستأجر 30 سيدة للعمل في موسم زراعة البصل لمدة 10 أيام، يعملن فيها منذ السادسة صباحًا حتى أذان العصر، يتقاضين خلالها 100 جنيه مقابل أجر يوم، وعلى الرغم من قسوة الطقس لا يستطعن التوقف عن العمل حتى تكتمل زراعة الأرض، وأنهى حديثه قائلا: "ده شغلهم وهما متعودين عليه".
