المساجد بيوت الله في الأرض، لا يتوقف بناؤها إلا بتوقف الحياة، بل ويزداد مع الوقت التسابق والتنافس في عمارتها وفنون تصميماتها، كما يتفنن المصممون والمبدعون في ابتكار أشكال معمارية جديدة، أو مزيج ما بين طراز قديم وآخر حديث. وفي الوقت الذي تشهد مختلف المحافظات إقدام المواطنين على التبرع لبناء المساجد، تسابق قاطنو منطقة الإسراء بحي الضواحي في بورسعيد على بناء مسجد على الطراز الأندلسي، وذلك بتبرعاتهم وسكان المناطق المجاورة، وأطلقوا عليه "مسجد أبو بكر الصديق". إسلام مصيلحي، المشرف على تنفيذ المسجد، يقول في تصريح ل"مصراوي": إنه جرى تصميم المسجد بمزيج من الطراز الأندلسي العريق والطراز الحديث، وهو عبارة عن بناء ثماني الأضلاع، تعلوه قبة قطرها حوالي 6 أمتار بارتفاع 25 مترًا، موضحًا أن هذه القبة يطلق عليها اسم القبة (البصلية) يتخللها فتحات للتهوية، وترتكز على قاعدة على هيئة مثمن، كما يصلها بالقاعدة سقف مائل على شكل "السيتوس" يصل القبة بالقاعدة، كما يقام أيضًا على 4 أعمدة دوران تصلها بصحن المسجد. وأوضح المهندس الاستشاري، أن المسجد يحتوي على عدد من الشبابيك الخارجية على الشكل الأندلسي، ويشتمل على مأذنتين يصل ارتفاع الواحدة منهما لحوالي 43 مترًا، ويعدان من أكبر المآذن ارتفاعًا، وزُخرفت على نفس الطراز الأندلسي. وتابع: "المسجد يحتوي على حجرة للإمام ومغسلة، ودورات مياه للرجال والسيدات، منوهًا بأن مساحته الإجمالية تبلغ حوالي 1585 مترًا ويتسع ل 1700 مُصلٍّ، ويضم مصلى للرجال وآخر للسيدات، وتبلغ مساحة المخصص للرجال 1236 مترًا ومصلى النساء 315 متر. فيما قال محمد الريس، أحد المتبرعين لبناء المسجد، إن الفكرة راودت العديد من سكان المنطقة نظرًا لعدم تواجد مسجد بها، وعند طرحها شهدت عملية التبرع إقبالًا كبيرًا، وجرى جمع الأموال اللازمة للبدء في أيام قليلة، وهو الأمر الذي شجعهم على بنائه بتصميم مميز غير تقليدي وعلى مستوى عال، وبعرض الأمر على شركات متخصصة كان أكثر التصميمات قبولًا بين سكان المنطقة هو تصميم يمزج بين الطراز الأندلسي والأسلوب المعماري الحديث.
