قالت مديرة المجلس النرويجي للاجئين في العراق هايدي ديدريش، إنه يجب عدم إجبار أي أحد على العودة إلى المناطق التي تمت استعادتها حديثاً. ومن المهم من أجل مستقبل العراق أن تكون العودة طوعية وأن يكون الناس على دراية بها. كما يجب ألا تتحقق إلا بعد أن تكون المناطق آمنة وإمكانية توفير الخدمات الأساسية فيها متاحة". ومنذ الإعلان عن بدء الهجوم العسكري لاستعادة مدينة الحويجة من تنظيم "داعش" في 21 سبتمبر، تم تشريد أكثر من 12،500 شخص ليصل عددهم الإجمالي إلى ما يزيد عن 100،000 شخص فروا من ديارهم منذ شهر أغسطس 2016. ويقيم العديد منهم حالياً في مواقع عبور مؤقتة وفي المخيمات في محافظتي صلاح الدين وكركوك. وأضافت ديرديش أن من بين المشردين كبار السن، وأطفال حديثو الولادة والأطفال الذين لا يعرفون مكان آبائهم. وعلى الرغم من أن الحكومة أعلنت الآن انتهاء الهجوم، إلا أن هؤلاء المدنيين لا يزالون في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والحماية والسلامة. ونقل المجلس النرويجي عن بعض الفارين من القتال، أنهم عاشوا غارات جوية وعقوبات منتظمة من قبل تنظيم "داعش" عند محاولتهم الفرار، وأنهم رأوا الناس يدفنون وهم أحياء تحت الضربات الجوية أثناء الهجوم العسكري. كما قال كثيرون أنهم أجبروا على بناء منازل طينية بسبب تدمير منازلهم، ونام البعض منهم في العراء. وقال أولياء الأمور للمجلس النرويجي للاجئين أن أطفالهم لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدرسة لسنوات عدة. أخبرت إحدى الأمهات النازحات المجلس بأن أطفالها انقطعوا عن الدراسة لمدة أربع سنوات جراء النزاع فقالت: "عندما كنت في مرحلة النمو، كنت أعرف القراءة والكتابة، بينما أمي لم تكن تعرف ذلك. أما الآن، فأنا أعرف كيفية القراءة والكتابة، ولكن أطفالي لا يعرفون". لم يكن لدى المدنيين الذين يعيشون تحت سيطرة تنظيم داعش في الحويجة والمناطق المحيطة بها ما يكفي من الغذاء والماء والكهرباء على مدى السنوات الثلاث الماضية. كما أنهم لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية، حيث لم يتبقّ أي أطباء تقريبا في المنطقة فيما كانت الأدوية شحيحة إلى حد كبير. وأبلغت الأسر النازحة موظفي المجلس النرويجي للاجئين أنها ستحتاج إلى منازل آمنة ومياه نظيفة ومدارس آمنة لأطفالهم قبل أن يتمكنوا من العودة. ولم تتمكن أية منظمة إنسانية دولية من الدخول إلى الحويجة، التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش منذ عام 2014. ولم تعد معظم منظمات الإغاثة المحلية تعمل هناك. تقول ديدريش: "ومرة أخرى، فقد مدنيون عراقيون أبرياء أفراد أسرهم، ودمرت منازلهم، وتركوا مشردين دون أي شيء. قد حان الوقت الآن للمجتمع الدولي، إلى جانب السلطات العراقية، ليكفلوا إعطاء هؤلاء الأفراد المساعدة الحاسمة والضرورية لإعادة بناء حياتهم". ويتواجد المجلس النرويجي للاجئين الآن في مواقع عبور مؤقتة في دبس وداقوق ومكتب خالد وطوبزاوة، إضافة إلى مخيمي ليلان 3 وداقوق حيث يصل مئات النازحون الجدد من الحويجة إلى هذه المواقع بشكل يومي، على حد قوله. وفي هذه المواقع، يوزع المجلس النرويجي للاجئين مواد الإغاثة الفورية (المواد غير الغذائية ومستلزمات النظافة)، فضلاً عن تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي، والمساعدة على لم شمل العائلات المنفصلة والعمل على منع العنف القائم على أساس الجنس والنوع.