قرر رئيس الأركان الإسرائيلي جادي إيزنكوت، الأربعاء، خفض حكم السجن على جندي إسرائيلي أدين بالإجهاز على جريح فلسطيني ممدد أرضا ولا يشكل خطرا ظاهرا إثر مهاجمته جنودا اسرائيليين، في قضية أثارت انقساما عميقا في الدولة العبرية. وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونيركوس لوكالة فرانس برس ان إيزنكوت قرر خفض الحكم بالسجن المفروض على الجندي إيلور عزريا، 21 عاما، بأربعة أشهر، لتصبح 14 شهرا بدلا من 18 شهرا بعد ان تقدم الجندي بطلب لاعادة النظر في الحكم. وقال المتحدث: "على الرغم من وضوح تصريحات رئيس الاركان فان تصرفات عزريا تعارضت مع قواعد السلوك وقيم الجيش الاسرائيلي قرر القيام بذلك آخذا بالاعتبار انه جندي مقاتل تحمل الكثير". وفي يناير الماضي، دانت محكمة عسكرية الجندي، 21 عاما، بتهمة القتل، ثم اصدرت عليه حكما بالسجن 18 شهرا في فبراير. وقام الجندي بعدها باستئناف الحكم، بينما طالب الادعاء العسكري بتشديد العقوبة بعد ان طالب في البداية بحكم بالسجن بين 3 و 5 سنوات. ورفضت محكمة عسكرية إسرائيلية في 30 يوليو طلب استئناف قدمه عزريا. وثبتت عقوبته بالسجن 18 شهرا، رافضة أيضا التماسا قدمه الادعاء العسكري لتشديدها. وكان عزريا دخل في 9 أغسطس الماضي الى سجن تزرفين (صرفند) العسكري جنوب تل أبيب حيث يفترض ان يمضي عقوبة السجن. وقد أنهى عزريا خدمته العسكرية الالزامية التي تستغرق ثلاث سنوات في 20 يوليو. ودعا عدد من المسؤولين الاسرائيليين بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الى منح عزريا العفو. وبإمكان عزريا طلب العفو من الرئيس الاسرائيلي رؤوفين ريفلين. وكان يمكنه ايضا تقديم استئناف الى المحكمة العليا، ولكنه قرر عدم القيام بذلك بعدما طلب منه وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان تنفيذ العقوبة من أجل إنهاء المسألة. وتقدم عزريا بعدها بطلب لايزنكوت لخفض عقوبته. وكتب إيزنكوت لعزريا في رسالة يجب ان يقال منذ البداية؛ ومن وجهة نظر رئيس الأركان، فإن سلوكك لم يكن مناسبا وكان مخالفا لاوامر وقيم الجيش. وأضاف: "ولكن يعتقد رئيس الاركان انه من المناسب النظر في وضعك آخذا بالاعتبار ماضيك كجندي مقاتل". وأجهز عزريا الذي يحمل كذلك الجنسية الفرنسية على عبد الفتاح الشريف برصاصة في الرأس في 24 مارس 2016 في مدينة الخليل بينما كان الاخير ممددا ارضا ومصابا بجروح خطرة من دون ان يشكل خطرا ظاهرا، بعد ان هجم بسكين على جنود إسرائيليين. وأقدم الشريف مع شاب فلسطيني اخر قبل قتله على طعن جندي ما ادى الى اصابته بجروح طفيفة. وقتل الفلسطيني الاخر ويدعى رمزي القصراوي بالرصاص. وصور أحد الناشطين عزريا وهو يطلق رصاصة على رأس الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربيةالمحتلة، وانتشر شريط الفيديو بشكل واسع على الانترنت وعرضته قنوات التلفزيون الاسرائيلية الخاصة والحكومية. وشكل مثالا لاحدى أوضح عمليات القتل التي استهدفت فلسطينيا بدون ان يشكل خطرا على الجنود الاسرائيليين. وادعى عزريا خلال محاكمته انه خشي ان يكون الشريف قد ارتدى حزاما ناسفا وسيقوم بتفجير نفسه، وهو ما رفضه القضاة العسكريون. وأثارت قضية عزريا انقساما في الرأي العام في الدولة العبرية، بين من يؤيد التزام الجيش بشكل صارم للمعايير الأخلاقية، ومن يشدد على وجوب مساندة الجنود في وجه هجمات الفلسطينيين. وأظهرت استطلاعات الرأي ان ثلثي الاسرائيليين يؤيدون منح عزريا عفوا. وأثار الحكم خيبة أمل لدى المدافعين عن حقوق الانسان. وصرحت منظمة العفو الدولية ان القضاة وجهوا "إشارة خطيرة مفادها أن منفذي أعمال خطيرة ضد الفلسطينيين يتمتعون بحماية النظام.