قبل بدء العام الدراسي الجديد، رصد "مصراوي" آراء أهالي قرى جنوبي محافظة بورسعيد، أو كما تسمى ب"القرى المنسية المحرومة من الخدمات" حول مستوى المدارس والتعليم ككل ومدى الاستفادة، التي تعود عليهم وأبنائهم من التعليم. المدارس الثانوية أبدي محمد ناجح، من سكان منطقة بحر البقر، استياءه من مستوى التعليم في جنوبي بورسعيد قائلًا: "لا يوجد مدارس ثانوي سواء عام أو صناعي أو تجاري، وسبق وتبرعنا بقطعة أرض للأبنية التعليمية منذ 5 سنوات لبناء مدرسة عليها، دون جدوى، ومن الصعب علينا إرسال أبنائنا في مدارس بورسعيد البعيدة عنهم، بسبب التكلفة العالية، وبعد المسافة والإرهاق على أبنائهم". 12 ألف خريج ويقول محمد عامر: "إذا رغبت في إلحاق إبني بمدرسة حكومية في بورسعيد، سأحتاج لشراء أو تاجير شقة هناك، كما أنهم لن يقبلوه إلا إذا كان لديه مستوى معين، وأبناؤنا مستواهم ضعيف لانخفاض مستوى جودة التعليم لدينا، وخير دليل أنه لدينا حوالي 12 ألف خريج دبلوم زراعة (مبيفكوش الخط)". نقابة الفلاحين ويتحدث محمد شاهين، عضو مجلس إدارة نقابة الفلاحين بجنوب المحافظة عن الأزمة قائلًا: "المدرسون يصلون المدرسة الساعة 11 صباحًا، لبعد المسافة بين مدرسة وأخرى، تصل أحيانًا إلى 10 كيلو مترات، وبالتالي لا يظلون بالمدرسة سوى وقت وجيز لا يتمكنوا خلاله من تعليم أبنائنا التعليم الأمثل". "مفيش مدارس" وكانت أبرز الصرخات من خريجي المدرسة الثانوية الزراعية، التي أنشأت عام 1992 بقرية الصدق داخل مبنى مدرسة ابتدائي قديم تبرعت به الشركة العربية لاستصلاح الأراضي، ليقول "محمد"، أحد خريجي المدرسة الزراعية: "مفيش مدارس، فالمدرسة الزراعية على بعد 15 كيلو متر، وتستغرق المسافة ربع ساعة بالأتوبيس، وياريتنا بنتعلم والمدرسون يأتون إلى المدرسة الساعة 11 صباحًا، ويذهبون لمنازلهم سريعًا بعد أن يطالبونا بفتح الكتب ويصححون الواجب، وبينجحونا آخر السنة وخلاص". "محضرتش وأخدت الشهادة" ويضيف محمد حسن، أحد خريجي المدرسة: "أنا أخدت الشهادة ومعرفش أي حاجة، بكلمك بأمانة بنخش الفصل ونقعد نضحك ونهزر، هناك في شغل بلطجة من الطلبة والمدرسين، مكنتش بحضر وأخدت دبلوم زراعة والشهادة جتلي، كلها ماشية بالكوسة مفيش تعليم، بالفلوس كلها حاجة بتمشي هناك، كنت هتفصل قبل كده وقالولي هات ولي أمرك، ومجبتوش ودفعت فلوس ودخلت الامتحات ونجحت". المحافظ يرد من جانبه قال اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، في تصريح ل"مصراوي"، إنه لن يسمح لأحد أن يقدم خدمة غير لائقة للمواطنين، مشيرًا إلى أن العملية التعليمية بالجنوب شهدت تطورًا ملحوظًا الفترة الماضية، وجارٍ الاستمرار في عملية تطويرها. وأكد "الغضبان" أن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بأهالي الجنوب، وقال: "نعمل على توفير جميع الخدمات بصورة منتظمة حيث إنها المرة الأولى التي ترصد فيها 20 مليون جنيه، لرصف الطرق داخل قرى الجنوب، بالإضافة إلى أنه افتتح مدرسةبقرية المجد ومدرستين بالجزر والمراحات وجميعهم بالجنوب".
