على مدى سنوات ارتبط اسم سيارات "فيراري" بالسرعة الكبيرة والكفاءة الهائلة والنجاح الأسطوري على الطرق. ومع حلول الذكرى السبعين لدخول اسم "فيراري" عالم السيارات، مازال هذا الاسم أحد أكبر الأسماء في هذا العالم. وتحقق الشركة الإيطالية أرباحها ليس فقط من بيع السيارات الرياضية الفارهة، ولكن أيضا من مبيعات التذكارات والكماليات من سلاسل المفاتيح إلى مشايات الأطفال. ومنذ البداية، كان "إينزو فيراري" يرغب فقط في إنتاج سيارات سباق. ففي مارس 1947 قاد فيراري أول سيارة تحمل اسمه وهي "فيراري 125 إس" في شوارع مدينة "مارانيللو" الإيطالية والتي مازالت مقرا لهذه العلامة التجارية الأسطورية. وفازت السيارة بسلسلة من سباقات السيارات وتولدت منها مجموعة من ألعاب الأطفال الكبيرة التي حملت شعارها وهو عبارة عن حصان. ومازالت "فيراري" ناجحة كشركة لصناعة السيارات كما كانت دائما. وقد حققت الشركة خلال 2015 أرباحا بنسبة 6ر15% من إيراداتها، ثم وصل هامش الأرباح في العام التالي إلى 2ر19% من الإيرادات. وهذه الأرقام تضع "فيراري" على قمة شركة صناعة السيارات من حيث العلاقة النسبية بين حجم الشركة وأرباحها، رغم أن الأرباح الفعلية أقل من تلك التي تحققها شركات صناعة السيارات الكبيرة نظرا لأن "فيراري" لا تنتج كميات كبيرة من السيارات. ويقول "بيتر فوس" المحلل في شركة الخدمات المحاسبية "إرنست أند يونج" إن فيراري حققت خلال 2016 أرباحا قيمتها 400 مليون يورو (454 مليون دولار) وهو ضعف الأرباح التي حققتها منذ 4 سنوات، وذلك بفضل اختيار الطرز الصحيحة. وأضاف أنه مع تزايد أعداد الأثرياء في العالم بقوة، سواء كانوا في الصين أو روسيا أو أمريكا الجنوبية، فإن عدد الراغبين في اقتناء السيارة فيراري يزداد. ويعد اللون الأحمر هو لون أغلب سيارات "فيراري" وكلها تحمل شعارها وهو عبارة عن حصان باللون الأسود. ويقوم نجاح "فيراري" بدرجة كبيرة على صورتها الذهنية. فلا توجد شركة أخرى في قطاع السيارات تقدم نفس المزيج من المكانة المرموقة والتاريخ العريق والأداء القوي بحسب خبير صناعة السيارات "فيلي دايتس" الذي يرأس معهد اقتصادات السيارات في مدينة "نيورتينجن جاسلينجن" الألمانية. يبدأ سعر السيارة "فيراري" من 130 ألف يورو ويصل إلى عدة ملايين من اليورو، كما أن المعارض التي تعرضها تكون مصممة ومجهزة على أعلى المستويات، إلى جانب المؤتمرات والفاعليات التي يتم تنظيمها للكشف عن الجديد من إنتاجها تكون قيمة للغاية بما يغري الزبائن بالشراء. في الوقت نفسه فإن قلة عدد السيارات التي تنتجها مصانع "فيراري" من بين الأسباب التي تزيد الرغبة في اقتنائها، حيث سلمت الشركة خلال العام الماضي 8014 سيارة فقط لعملائها، في حين باعت منافستها الألمانية "بورشه" أكثر من 237 ألف سيارة خلال الفترة نفسها. وعلى الصعيد الرياضي، فازت "فيراري" ب 227 سباقا من سباقات سيارات الجائزة الكبرى، لتصبح أنجح فريق سباق سيارات في كل الأوقات. وعلى مدى سنوات عديدة نجح سائق السيارات الألماني مايكل شوماخر في إبقاء السيارة "فيراري" في بؤرة الضوء لمدة سنوات حيث حصل معها على بطولة العالم 5 مرات من بين 7 بطولات شارك فيها بسيارات "فيراري". ونظرا لقوة محركها الهائلة وصوته المرتفع فإن الشركة تستعين بأفضل خبراء الصوت من أجل تصميم مخارج الصوت وتقليل كمية الضجيج التي يمكن أن تصل إلى السائق داخل السيارة.