برع المصري القديم في الطب وسبق أطباء هذا العصر في اكتشاف عدة أمراض وتحديد طرق العلاج والوقاية من الأمراض ولكن تظل اللوحة التي وجدت على حائط معبد كوم إمبو والمعروفة ب "دولاب الأدوات الطبية" لغزا محير ليس لعلماء الآثار والمصريات فحسب وإنما لأطباء العصر الحديث. فاللوحة التي تحوي رسومات لمقص و زرديات و ميزان و منشار و خرامات وقطع لوف وأكياس وكؤس وشنائط لا يزال العلماء مندهشون أمامها فكيف استخدم الطبيب المصري القديم قبل آلاف السنين كل هذه الأدوات في علاج العديد من الأمراض. المرشد السياحي محمود فرح يقول :" أن لوحة أدوات الجراحة تعد من أهم المناظر على جدران معابد وادى النيل والتى يتميز بها معبد كوم إمبو الذي سمى بذلك الاسم ربما لوقوعه على الطرق التي تؤدى إلى بلاد النوبة (نبوت) والتي تعنى أرض الذهب باللغة المصرية القديمة حيث خصص هذا المعبد الذي بناه البطالمة وأتم إنشاءه الأباطرة الرومان لعبادة سوبك الذي كان يرمز له بالتمساح أو إنسان برأس تمساح و كان يعتبر من إلهة الشر عند المصريين القدماء ولكى يتوق شره تم عبادته في هذا المكان وكذلك مناصفة مع المعبود بالف الكبير الذيكان يرمز له بالصقر وكان معبود الخير". يضيف فرح :" عندما جاء الإمبراطور تراجان فى القرن الأول قبل الميلاد قام ببناء الحائط الخارجي وقدم هذه اللوحة إلى المعبود (أمحتب ) والذي كان فى الأساس المهندس المعمارى لهرم زوسر المدرج في سقارة في أوائل المملكة القديمة وتم عبادته فيما بعد أيام العصر اليوناني الروماني كإله للطب لما عثر عليه من أبحاث طبية عظيمة منسوبة إليه وخلفها تظهر لوحة الأدوات الطبية التي تحتوى على كاسين كانا يستخدمان فى الحجامة وكذلك بعض الخطاطيف التى كانت تستخدم فى إخراج المخ من الأنف أثناء التحنيط كذلك يظهر منشار وبعض المعالق وبعض مدقات العظام وميزان وبعض الخطاطيف لخلع الأسنان ويظهر خلف كل هذه الأدوات المعبود (امحتب) جالسا يتلقى هذه الأدوات. يتابع فرح ويظهر في اللوحة " تراجان" راكعا أمام سيدة (يعتقد بأنها المعبودة ايزيس) وهى في حالة وضع لطفلها جالسة على كرسي الولادة الذي كان يستخدم في مساعدة السيدات في عمليات الولادة. محمد حجاج مرشد سياحي يقول أن المقص الذي يظهر في اللوحة استخدمه أطباء مصر القديمة في علاج الجروح و قص الأربطة لربط الجروح بينما استخدمت الأكياس للحفاظ على العقاقير والأدوية . ويضيف حجاج أثبتت الدراسات أن الطبيب المصري القديم هو أول من أجري عملية جراحية في جمجمة إنسان علي قيد الحياة فكان الطبيب المصري القديم يقوم بقطع وإزالة قطعة من عظم الرأس إما بالكحت أو باستخدام إزميل كما عثر على عمليات في الدماغ أجريت على أناس أحياء من اقدم عصور مصر القديمة ومن عهد الدولة الحديثة و العصر المتأخر . ويشير حجاج إلي أن الجراحة كانت تسمي عند المصريين القدماء "دجوا" كما استخدم القدماء جهاز يسمى "هيمم" كمشرط معدني في فتح خراج كما كانت النصوص البردية الطبية تستخدم كعوامل مساعدة مثلها مثل الأدوات الطبية فكانت تحفظ في أكياس من الجلد.