صرح سفير الصين لدي مصر سونج أيجو، أن وفودا صينية ستزور مصر خلال الفترة المقبلة لبحث فرص التعاون بين البلدين في المجالات الثقافية، موضحا أن كلا البلدين لديهما حضارات قديمة وعريقة. وأكد، خلال مؤتمر ''ممارسة الأعمال مع دول آسيا'' والذي تنظمه شركة ''جلوبال تريد ماترز'' بالشراكة مع ''الجمعية الآسيوية المصرية لرجال الأعمال''، على أهمية التعاون الاقتصادي في منطقة أسيا والباسفيك، مشيرا إلى أن 40% من سكان العالم بها كمستهلكين ومنتجين وهي تعادل نحو 57% من الاقتصاد العالمي ونحو 40% من حجم التجارة العالمية وفي ظل التعاون المستمر تعد المنطقة هي المحرك الأساسي لتحقيق تعافي الاقتصاد العالمي فهي تمتلك تكنولوجيا متطورة وحديثة. وأضاف أن حجم الناتج المحلي الصيني فى العام الماضي حقق نموا بلغ نحو 4ر7% بالرغم من تراجعه مقارنة بالعام السابق له والذي حقق فيه معدلات نمو بلغت من 9 إلى 10% إلا أنه ظل من أقوى الاقتصاديات على مستوى العالم. ودعا إيجو إلى زيادة العلاقات التجارية بين مصر والصين، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي 6ر11 مليار دولار وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر. ولفت إلى أن مصر تقع في موقع متميز فى القارتين الأسيوية والافريقية وفي ظل الاستقرار التدريجي فإنها ستعلب دورا مهما في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن هناك كثيرا من المجالات التي يمكن التعاون فيها بين البلدين كالطاقة والبنية التحتية والكهرباء التي من شأنها المساعدة على زيادة فرص التعاون بمجالات الاستثمار الصناعي. وأوضح أنه يمكن التعاون أيضا في مجالات الطاقة النووية وصناعة الفضاء فضلا عن الأسمنت والغاز الطبيعي وكذلك في المنتجات الاستهلاكية لأن كلا البلدين لديهما زيادة كبيرة بأعداد السكان بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرة الصينية في مجال الزراعة الحديثة والسكك الحديدية. وأوضح أيجو أن الجانب الصيني اتخذ مبادرة لاعادة إحياء طريق الحرير لزيادة الاتصال مع أوروبا وإفريقيا وتعزيز وتأسيس شراكات مع البلدان وزيادة الافاق والتطلعات لشركات كبيرة بالربط والاعتماد على التنمية المستدامة المستقلة، لافتا إلى أنه سيتم انشاء بنك الطريق الحريري لتعزيز الشراكة وتحقيق الازدهار. ورحب إيجو بكون مصر عضوا مؤسسا فى البنك الآسيوي للبنية التحتية، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات للمساهمة فى رفع كفاءة البنية الأساسية فى العديد من البلدان. ومن جانبه قال حسن الجبالي مستشار وزير الاسكان إن مفهوم البنية الاساسية من وجهة نظر الوزارة له العديد من المستويات: الأول القومي وهو إنشاء الطرق القومية والموانئ والمطارات، مشيرا إلى أنه يمكن الاستفادة من الخبرة الصينية في هذه المجالات لتحقيق تقدم كبير في مستوى الانجاز لتلك المشروعات. وأضاف أن البنية الأساسية على المستوى الإقليمي تشمل عمل طرق اتصال بين المدن الجديدة والحالية وذلك لمحاولة الانتشار من الوادي. ونوه إلى أن البنية الأساسية على المستوى المحلي تتمثل في تقديم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، ونحن نحتاج إلى نظرة كبيرة وتفكير من خارج الصندوق لحل مشاكل المياة، لافتا إلى أننا يمكن الاستفادة من الخبرة الصينية فى معالجة الصرف الصحي باستخدام البيوجاز كما يمكن الاستفادة من التقنيات الصينية فى انتاج المساكن، مشيرا إلى أنه تم مؤخرا الاضطلاع على تقنية ''3 دي برنتر'' والتي يمكن من خلالها إنشاء 18 وحدة سكنية خلال 24 ساعة. ولفت إلى أننا نعاني من مشكلة كبيرة في نقص الطاقة ولذلك فإننا نتجه إلى استخدام الفحم كبديل للطاقة وهو أمر يمكن الاستفادة من الخبرة الصينة في مجالات الطاقة الشمسية والرياح والحافظ على البيئة. وأوضح أن تقنيات الاسكان لابد وأن ترتبط بتدريب العمالة فنحن نعاني من مشكلة نقص العمالة الفنية المدربة ولذلك تم استحداث وزارة التعليم الفني كاستجابة حقيقية لاحتياجات سوق العمل فعلى مدار التاريخ استطاعت العمالة المصرية الفنية المدربة كان لها دورا كبيرا في انجاز كبير من المشروعات العملاقة وكان لها دورا كبيرا في توفير العملة الصعبة لمصر على مدى عقود. ولفت إلى أن قانون البناء الجديد يشمل على نقطة الشباك الواحد والتي تجمع استخراج تراخيص البناء فى وقت أقل ومكان واحد مما سيشجع على الاستثمار فى مجالات البناء. ومن جانبه قال شريف العطيفة مستشار وزير الاستثمار للمشروعات القومية إن الحكومة الحالية وضعت على رأس أولوياتها خطة للاصلاح الاقتصادي ونستهدف بحلول 2017/2018 تحقيق معدلات نمو تصل إلى 7%. وأضاف أن المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في شرم الشيخ والذي وضع مصر على خارطة الاستثمارات تم توقيع 19 اتفاقية و35 مذكرة تفاهم و17 اتفاقية وقعتها وزارة التعاون الدولي، كما تم في مجال الطاقة توقيع 4 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع كبري الشركات الصينية تقدر بنحو 10 مليارات دولار، وفي قطاع النقل والموصلات تم توقيع اتفاقيات مع شركتين قطاع عام لربط بعض المحافظات ببعضها. ومن جانبه قال كريم هلال رئيس الجمعية الآسيوية المصرية لرجال الأعمال إن إنشاء الجمعية بدأ كمبادرة في عام 2009 تحت شعار الاتجاه شرقا وذلك بعد إدراكنا أن ميزان القوة الاقتصادية انتقل إلى من الغرب إلى الشرق وتأكدنا من ذلك تماما بعد الأزمة المالية العالمية في 2008 وأصبح مركز الثقل الاقتصادي في الشرق وبلا رجعة. وأكد أننا أهملنا خلال السنوات الماضية العلاقات مع كل من أسيا وإفريقيا ولذلك عملنا على إعادة تسليط الأضواء لبناء علاقات قوية ومميزة مع الدول الأسيوية في المجالات التجارية والاستثمارية ونقل الخبرات والاستفادة منها. وأضاف أنه فى عام 2010 عقد مؤتمر إعادة إحياء طريق الحرير بحضور ممثلين عن الحكومات ومؤسسات القطاع الخاص الأسيوية وتمثيل مصري متميز لاعادة مصر على الخريطة الاستثمارية إلا أن المجهودات توقفت بعد أحداث ثورة 25 يناير 2011 والتي عاني فيها الاقتصاد المصري العديد من التحديات والأزمات. وتابع ''لدينا فرصة لاعادة إحياء العلاقات المصرية -الاسيوية خاصة في ظل زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الصين فى ديسمبر الماضي والتي فتحت الافاق لتحقيق مزيد من التعاون بين الجانبين والتى سيلحقها بزيارة للرئيس الصيني لمصر قريبا.