لا يزال الشباب أسيراً لخسائره المتتالية التي أبعدته عن المنافسة على لقب (دوري عبداللطيف جميل) السعودي للمحترفين وصعبت من مهمته في دوري أبطال آسيا، ولم تحسن الإدارة التعامل مع الوضع الذي يمر به الفريق من انخفاض ملحوظ في المستوى أدى إلى إهدار النقاط وضياع هيبة الفريق، وتتحمل هذه الإدارة في المقام الأول مسؤولية الحال الذي وصل إليه الفريق كونها صاحبة القرار، وإعادة "شيخ الأندية" للمسار الصحيح بيدها وحدها. ويُحسب ضدها برودها وردة الفعل البطيئة التي لا تتوافق مع الموقف إطلاقاً، فالفريق يقبع في المركز الخامس وينزف النقاط ولم تتحرك حيال ذلك بقرارات تُحدث هزة على الأقل من الناحية المعنوية وكان أقصى مافعلته (حتى كتابة هذه المادة) تشكيل لجنة فنية واجتماعات مع اللاعبين والجهاز الفني وتجديد الثقة فيهم، وعلى الرغم من أن المدرب البرتغالي باتشيكو أثبت إفلاسه وأن بقاءه سيزيد العلة وسيقوده نحو المجهول بسبب قناعاته وضعف شخصيته وعدم إجادته لقراءة المباريات إلا أن الشبابيين لا يزالون مترددين في إلغاء عقده. صحيح أن الإدارة الشبابية غيّرت مدربين اثنين في وقت سابق، وباتشيكو هو الثالث لكن ذلك يجب ألا يقف حجر عثرة في طريق تصحيح وضع الفريق بإلغاء عقد باتشيكو واستبداله بمدرب رابع بإمكانه أن يخدم "الليث" ويخرج معه في هذا الموسم بأقل الخسائر فالبرتغالي باتشيكو سيزيد الوضع سوءاً، وعلى الإدارة أن تؤمن بأن الاعتراف بالخطأ وتصحيحه خير من الاستمرار فيه، فالشباب بحاجة في المرحلة المقبلة لمدرب بإمكانه أن يعد فريقاً مميزاً للمواسم المقبلة وتتوافق إمكانياته مع سياسة الشبابيين بالإحلال. ومن أخطاء إدارة الشباب التي تسببت في ماوصل إليه الفريق من وضع متدهور هو صبرها على إدارة الكرة التي لم توفق في مهمتها، فالدور الحقيقي للجهاز الإداري مهم للغاية ويلعب دوراً كبيراً في نتائج الفريق ويفوق بمراحل ذلك الدوري العادي الذي يقوم به عواد العنزي ومحمد الشمراني، وحتى يعود الشباب إلى موقعه الطبيعي لا بد أن تسحب الإدارة الثقة من إدارة الكرة وتمنحها لمن يستحقها وهم كُثر. سياسة الإحلال التي تحدث عنها رئيس الشباب في لقاءات تلفزيونية لم تُطبق على أرض الواقع، فالتشكيلة الشبابية لم تتغير باستثناء تواجد المدافع عامر هارون والحارس محمد العويس إجبارياً، ويتحمل باتشيكو مسؤولية ذلك من خلال اعتماده على لاعبين انتهت صلاحيتهم ولا يمكن أن يقدموا للفريق أفضل مما قدموا له، وتتشارك معه الإدارة في مسؤولية ذلك كونها مسؤولة عن تطبيق سياساتها بأي طريقة ومن ضمنها "الإحلال". لم تقصر إدارة الشباب مع اللاعبين في تسليمهم رواتبهم ومستحقاتهم ومكافآتهم، ويعتبر "الليث" واحداً من أفضل الأندية في هذا الشأن، إلا أن غياب الروح القتالية عن بعض اللاعبين داخل المستطيل الأخضر يثبت بأن هنالك فراغا كبيرا بين الإدارة واللاعبين، على الشبابيين معالجته إذا ما أرادوا العودة، فالحماس والإصرار والروح القتالية أكثر أهمية من الأمور الفنية في كثير من الأحيان. مطالبات بعض الشبابيين برحيل رئيس النادي في هذا الوقت الحساس غير منطقية أبداً، فرحيله سيزيد الأمور سوءاً، لكن في المقابل على الأمير خالد بن سعد أن يكون أكثر صرامة وهو الذي عُرف بدهائه وحنكته الإدارية التي جعلت منه رئيساً ذهبياً للشباب، وأن يطبق الإحلال في إدارته، فهنالك أسماء خذلته ووجودها مثل عدمه، وهو مطالب بأن يستعين بمن يخدمه ويحترق من أجل ذلك، فالشبابيون يعرفون قيمة خالد بن سعد جيداً ومسيرته الذهبية ومؤمنون بإمكانياته التي قادت النادي للإنجازات وكان آخرها كأس السوبر. من حسن حظ الشبابيين فترة التوقف الحالية للمسابقات المحلية والآسيوية، هي فرصة لن تتكرر هذا الموسم لمراجعة الحسابات ولإصلاح مايمكن إصلاحه، وشيخ الأندية أمامه كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا، إن صحح أوضاعه وعاد للمسار الصحيح بإمكانه أن يحافظ على لقب كأس الملك وأن يتأهل إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا، وعلى الإدارة ألا تستسلم وأن تعمل ليل نهار من أجل فعل ذلك، صحيح أن الفريق يمر بمرحلة انتقالية وأن الإدارة جديدة على النادي ولم تكمل عامها الأول.. إلا أن ثمة أخطاء بدائية لكنها "كارثية" لا علاقة لها بهذه أو تلك.