أحداث الاتحادية.. قصة ثلاثة أيام كانت تسير في تجاه حرب أهلية

عام 2012 كان كلا من الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي من جهة والرئيس الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين من جهة أخري، كان الأمر يشبه كفتي ميزان حركتهما عكسية، تثقل واحدة فتطفو الثانية، تتحرك احدى الكفتين بحركات غير مدروسة تفتقد الخبرة وتفتقر إلى الحنكة السياسية، تقوم جماعة الإخوان المسلمين بحشد أتباعها وأنصارها، وتطلب منهم النزول للشارع لتأييد قرارات ثورية سيعلن عنها الرئيس الأسبق، ويجب عليهم النزول لتأييدها حتى قبل أن يسمعوها.
خلال ساعات، أصدر مرسي إعلانا دستوريا: جعل القرارات الرئاسية نهائية غير قابلة للطعن من/أمام أي جهة أخرى، مثل المحكمة الدستورية مثلا، منذ توليه الرئاسة حتى انتخاب مجلس شعب جديد، إقالة النائب العام المستشار عبد المجيد محمود واستبداله بالمستشار طلعت إبراهيم، إمداد مجلس الشوري واللجنة التأسيسية لوضع الدستور بالحصانة لإنهاء كتابة دستور جديد، إعادة محاكمة المتهمين في القضايا المتعلقة بقتل وإصابة وإرهاب المتظاهرين أثناء الثورة.
لم ترض المعارضة عن ذلك الإعلان ورأت فيه تمهيد لصناعة فرعون جديد، فقامت بحشد أنصارها للتظاهر والاعتصام أمام قصر الاتحادية للتنديد بالإعلان والتعبير عن رفضهم لإعطاء الرئيس الأسبق سلطات مطلقة تجعله فرعونا جديدا، وهو ما جعل الإخوان وأتباعهم يحتشدون عند الاتحادية لتأمين القصر، وهو ما نتج عنه الاشتباكات بين الطرفين وسحل المعارضين أمام بوابة القصر، واستمرت الأحداث نحو ثلاثة أيام منذ الأربعاء الخامس من ديسمبر، وحتى الجمعة السابع من ديسمبر.
الأطراف:
الإخوان (ويمثلون السلطة وقتها): دعوا إلى النزول لحماية القصر من البلطجية الذي أتوا للاعتداء عليه لنشر الفوضى وهدم دولتهم.
المعارضة: قررت أن دولة الإخوان لن تستمر أكثر من ذلك وإن استمرت بعد الإعلان الدستوري وطريقة حشد الأتباع هذه فسيؤدي استمرار حكمهم إلى كارثة.
التجاوزات:
-قام المهاجمون من أفراد وأنصار جماعة الإخوان المسلمين بالاحتفال بالهجوم على المعتصمين ومقتل وإصابة المئات من المتظاهرين بمسيرة كبيرة انشدوا فيها الأغاني الحماسية.
-قام أنصار الرئيس محمد مرسى بتعليق أحد المتظاهرين السلميين بعد أن تعدوا بالضرب المبرح عليه على أحد أعمدة الإنارة المتواجدة بجوار مسجد عمر بن عبد العزيز. وتدخلت قوات الحرس الجمهوري لتحريره منهم.
-حدثت اشتباكات بين الطرفين من المؤيدين والمعارضين كادت أن تؤدي إلي حرب أهلية.
نتائج أحداث الاتحادية:
-كانت أحداث الاتحادية هي الشرارة القوية الأولي في الشارع لإسقاط حكم الإخوان المسلمين، وإثبات فشلهم في إدارة حوار مع معارضيهم أو منتقديهم.
-أعلن تحالف ثوار مصر رفضه للحوار مع الرئيس الأسبق محمد مرسي، مؤكدا اتخاذ قرار نهائي بالاعتصام أمام قصر الاتحادية معلنين عدم استجابتهم لسياسة فرض الأمر الواقع عليهم.
-اندلاع المظاهرات في عدد من المحافظات المنددة بالطريقة التي ينتهجها الإخوان المسلمين في الحكم، وبما حدث للمعارضين عند أبواب قصر الاتحادية من سحل و إهانات.
-شهد ميدان التحرير صباح يوم الخميس السادس من ديسمبر وهو اليوم التالي لأول أيام أحداث الاتحادية توافد عشرات المتظاهرين احتجاجا على فض اعتصام المعارضين للقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى أمام قصر الاتحادية، ونظم المتظاهرون مسيرة طافت مختلف أرجاء الميدان مرددين الهتافات ضد رئيس الجمهورية وجماعة الإخوان المسلمين ومن بينها "يسقط يسقط.. حكم المرشد" و"ارحل.. ارحل".