"لدغتني عقرب" في قريتي "المصالحة" التي تبعد بضعة كيلو مترات عن مستشفى نجع حمادي العام، كنت في أشد الحاجة إلى مصل العقرب للقضاء على الألم، وعدم انتشاره في كل مناطق جسمي، أصبحت أتوجع والألم أصبح شديدًا، ذهب بي أهلي إلى الوحدة الصحية، للحصول على مصل العقرب ولكن لم نجد هناك، ثم ذهبنا إلى مستشفى نجع حمادي العام، وأخبرنا الطبيب وجود عجز في مصل العقرب، وسيتم تحويلي إلى إحدى المستشفيات، والآلام تزداد حتى أصبت بحالة من الإغماء من شدة الألم، ووجدت نفسي في مستشفى تبعد 10 كيلو مترات للحصول على المصل، وكنت على مشارف مفارقة الحياة، بسبب عدم حصولي على علاج ينهي الألم، هكذا روت إحدى السيدات بنجع حمادي، رحلتها للحصول على مصل العقرب، لعلاجها من المرض. لم تكن هذه الحالة الوحيدة التي أصيبت بلدغة عقرب الأسبوع الماضي بنجع حمادي، بل هناك عدد آخر من المواطنين أصيبوا ولم يجدوا علاجًا لهم، وتم تحويلهم إلى مستشفيات قنا ودشنا وفرشوط لتلقي العلاج، نظرًا لوجود عجز في الأمصال داخل مستشفى نجع حمادي العام. ونفى الدكتور أيمن خضاري، القائم بأعمال وكيل وزارة الصحة بقنا، العجز في أمصال العقرب في المستشفيات قائلًا: "هاتلي مريض واحد دخل المستشفى ومخدش العلاج"، موضحًا أن مصل العقرب متوافر في جميع المستشفيات ومتاح لجميع المرضى. وذكر مصدر طبى، رافضًا ذكر اسمه، وجود عجز لمصل العقرب داخل مستشفى نجع حمادي العام، وهناك عدد من الحالات كانت في أشد الحاجة للعلاج، ولم يتثنى لها ذلك، وتم تحويلها للمستشفيات المجاورة. واستطاعات "ولاد البلد" دخول المستشفى والحصول على مستندات وصور من دفاتر التحويلات تؤكد وجود عجز في مصل العقرب داخل المستشفى وتحويل عدد من الحالات إلى مستشفى فرشوط المركزي، وأخرى إلى مستشفى دشنا وقنا العام. ففي تاريخ 15 سبتمبر الجاري، دخل عطا الله جابر فاوي (30 عامًا)، مستشفى نجع حمادي العام مصابًا بلدغة عقرب، بتذكرة دخول رقم 69616، وتم تحويله لمستشفى فرشوط المركزي، كما دخل كلا من نوال محمود أحمد (55 عامًا)، ويوحنا نجيب خليل (17 عامًا)، مصابان بنفس المرض وتم تحويلهما لعدم وجود صول مصل العقرب بالمستشفى. يذكر أنه في 26 سبتمبر من العام الماضي، لقيت رانيا وحيد شوقي (6 سنوات) مصرعها، بسبب إصابتها بلدغة عقرب، وظل أهلها يبحثون للعلاج في الوحدات الصحية والمستشفيات ولم يجدوا، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.