تصوير - كريم أحمد: عامان مرا شهدا الكثير من الأحداث كانت الدماء حصيلة مجرياتها، كما ظل الحزن بلونه الأسود هو كل حصاد ذوي هذه الدماء، فمنذ الأول من يناير 2011 كما لم يتوقف الزمن على المرور لم يتوقف نزيف الدماء المصرية، ومع تعاقب سقوط الضحايا في أماكن مختلفة غير أن بعضها أصبح بمثابة أيقونة لتكرار ما شهدته أرضها من سيل الدماء، ولدرجة جعلت تذكر المكان بالنسبة للبعض ليس لكونه شهد إنجازاً أو تطويراً كما هو المعتاد لكن لذكرى الضحايا التي سقطت والدماء التي أُريقت وكأن الحال أشبه بكلمات الشاعر محمود درويش '' لا شأن لي يا شوارع إلا بأرقام موتاك ''. ''كنيسة القديسين'' شارع خليل حمادة بالإسكندرية حيث تقع كنيسة القديسين، التي كانت بداية سيل الدماء؛ ومع ليلة رأس السنة الميلادية والاحتفال ومع دقات الساعة لبدء يوم جديد في عام 2011، انفجرت سيارة مفخخة وقفت أمام الكنيسة وقت احتفال من بداخلها بأعياد الميلاد لتسفر الواقعة عن مقتل 21 وإصابة نحو مائة، ومازالت القضية على أعتاب القضاء للإعلان الصريح عن مرتكبي الحادث الذي تم وصفه ب'' المذبحة'' . أحداث ''قصر النيل'' وميادين ''التحرير - الأربعين - القائد إبراهيم'' 28 يناير 2011، اليوم الرابع منذ خروج المظاهرات داعية لبداية الثورة، تم تسجيل هذا اليوم باعتباره '' جمعة الغضب''، فيه كان مصرع الكثير خاصة على كوبري قصر النيل نتيجة الرصاص الحي أو الخرطوش أو نتيجة الاختناق بالغاز المسيل للدموع، لم يتوقف الكر والفر حتى انسحاب الشرطة في ذلك اليوم ليصبح الميدان لمتظاهريه. وفي ميدان الأربعين شهد سقوط أول شهداء الثورة، ومنذ ذلك اليوم كان له السبق حتى في الأحداث التي شهدتها البلاد في فبراير 2012 عقب أحداث بورسعيد كان له السبق في سقوط الضحايا التي تراوحت ما بين 6 أشخاص . وفي ميدان القائد إبراهيم لم يختلف الحال وقتها، وأمام أقسام الشرطة وبالقرب منها كانت حصيلة من سقطوا ليس قليل . ميادين مصر خاصة الثلاثي الأكثر شهرة كان لها النصيب الأكبر فيما شهدته من سقوط شهداء الثورة على أرضها حتى أيام قليلة، ففي الذكرى الثانية للثورة 2013كذلك لم تمر إلا بارتواء أرضها بدماء القتلى. وهناك أحداث تأبى أن تمر سريعا ًفي المكان كغيرها من الأحداث وكانت البداية مع ''موقعة الجمل'' كما عُرفت، والتي وقعت في ميدان التحرير وتحديداً جهة ميدان عبد المنعم رياض في 2 فبراير 2011عقب الخطاب الثاني للرئيس السابق محمد حسني مبارك وإعلانه أنه باق في السلطة وأنه لم يكن ينتوي الترشح لفترة رئاسية قادمة، حيث فوجئ المعتصمون والمتظاهرون بالميدان في اليوم التالي باقتحام عدد من ممتطي الخيول والجمال حاملين العصي والأسلحة البيضاء، وأعقب ذلك تراشق بالحجارة استمر لساعات وحتى اليوم التالي الموافق 3 فبراير وأسفرت الأحداث وفقاً للأرقام المعلنة عن 11 قتيل وأكثر من 2000 مصاب . الدويقة والزرائب بالمقطم ومنشأة ناصر 9 مارس 2011 خرج عدد من المسيحيين اعتراضاً على ما حدث لكنيسة قرية صول بحلوان وقطعوا طريق صلاح سالم لكن حدثت اشتباكات بينهم وعدد من المسلمين بالحجارة والمولوتوف والأسلحة البيضاء، وتدخلت قوات الجيش للفصل، وصرحت وزارة الصحة وقتها أنه بلغ عدد القتلى من الطرفين 13 و140 مصاب . ''ماسبيرو'' 9 أكتوبر 2011 قرر عدد من المسيحيين وتضامن معهم عدد من المسلمين بالتظاهر أمام مبنى التليفزيون ''ماسبيرو'' وذلك بعد أن قرر عدد أخر في 4 أكتوبر بالاعتصام احتجاجاً على أحداث كنيسة ماريناب في أسوان، وللتنديد لما يحدث من اعتداءات على الكنائس بشكل عام، تلك الواقعة هي الأخرى كانت المرة الثانية في العام التي توصف ب'' المذبحة''، وصرح الطب الشرعي أن الأحداث شهدت مصرع 27 تنوعت أسباب وفاتهم بين طلق ناري ودهس نتيجة قيام الشرطة العسكرية بفض الاعتصام بالقوة. ''محمد محمود'' عقب جمعة المطلب الواحد خاصة بعد وثيقة السلمي قررت عدد من القوى السياسية والمتظاهرين الاعتصام بميدان التحرير غير أن اليوم التالي السبت 19نوفمبر 2011 بدأت قوات الأمن المركزي إخلاء الميدان وحرق الخيام، ومعها بدأت الأحداث المعروفة ب'' أحداث محمد محمود'' أو معركة عيون الحرية حيث استمرت الاشتباكات حتى 25 نوفمبر 2011 بوضع جدار خرساني عازل في شارع محمد محمود الذي شهد سقوط أغلب الضحايا بالقتل أو الإصابة والتي تباينت بين 50 و1004 قتيل وآلاف المصابين اغلبها إصابات في العين والصدر والوجه. وحتى في ذكرى الأحداث في 2012 لم تسلم من سيل الدماء حيث سقط أول قتيل بعد أول انتخابات رئاسية بعد الثورة وهو محمد جابر الشهير ب'' جيكا'' شارع مجلس الشعب. أيام قليلة ولم تهدأ كل ما مر من أحداث خاصة في شارع محمد محمود ومع استمرار البعض في الاعتصام لإسقاط المجلس العسكري والاحتجاج على تعيين كمال الجنزوري لرئاسة الوزراء كانت أرض شارع مجلس الوزارء أو مجلس الشعب مع موعد لاستقبال دماء جديدة ففي 16 ديسمبر2011، ووفقا للرواية الشهيرة ل '' عبودي إبراهيم'' الذي معه بدأت شرارة أحداث مجلس الوزراء كما عرفت، حيث كان شباب المعتصمين يلعبون الكرة فدخلت الكرة إلى مقر مجلس الشعب ودخل احد الشباب لاسترجعاها ولقي معاملة سيئة نتج عنها الاشتباكات التي استمرت حتى 23 من الشهر ذاته وانتهت أيضا بوضع جدار خرساني عازل . خراطيم مياه وهراوات وتبادل تراشق الطوب مشهد سيطر على الأحداث، إلى جانب مشهد هجوم الشرطة العسكرية على ميدان التحرير ومعه كانت الصورة التي انتشرت لسحل فتاة وتعريتها، وكذلك حريق المجمع العلمي. الأحداث أسفرت عن 17 قتيلاً و1917 مصاباً كما هو معلن وكان أبرزهم الشيخ عماد عفت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية . ''بورسعيد'' في ليلة الذكرى الأولى لموقعة الجمل 1 فبراير 2012عقب مباراة الأهلي والمصري بالاستاد، وُصفت أحداثها بالمجزرة حيث نجم عنها 72 قتيل ومئات المصابين غلب عليهم صغر السن حيث ينتمون جميعاً لأولتراس أهلاوي . كان الفريق المصري هو الفائز ومع ذلك اقتحم أرضية الملعب عدد كبير من مدرجات النادي المصري وتوجه إلى مدرجات النادي الأهلي . وفي 26 يناير 2013 صدرت محكمة جنايات بورسعيد حكم بالإعدام على 21 متهم في الأحداث، واندلعت عقب إعلان الحكم اشتباكات عنيفة في بورسعيد وسقط أكثر من 40 شخص في يومين وانطلقت الاحتجاجات في مدن القنال الأمر الذي أدى إلى إعلان الرئيس مرسي لفرض حظر التجول وحالة الطوارئ بمدن القنال في 27 يناير 2013 وإن كان لم يتم الاستجابة للقرارات الصادرة. ''العباسية'' هاجم بعض حاملي الأسلحة المجهولين في 2 مايو 2012 خيام المعتصمين بالقرب من مقر وزارة الدفاع للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين وإسقاط المجلس العسكري المتولي لإدارة البلاد في ذلك الوقت، وإلغاء مادة تحصين اللجنة العليا للانتخابات الرئاسة من الطعن عليها، وأسفرت الاشتباكات التي وقعت عن مقتل 11 شخص وعشرات الجرحى ، وتم فرض حظر التجوال عند ميدان العباسية والمنطقة المحيطة لمدة 3 أيام . ''الاتحادية'' لم يشهد محيط الاتحادية لأول مرة مظاهرات حاشدة في منطقة سدة الحكم لكن أيضاً إراقة الدماء، ففي 5ديسمبر 2012 كانت قوى المعارضة خرجت للاعتراض على الإعلان الدستوري الذي تم إصداره وقرر عدد منها الاعتصام أمام قصر الاتحادية وفي ذلك اليوم تحرك عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بدعوى حماية الاتحادية من أي محاولة للاقتحام ومساء الأربعاء حدثت اشتباكات، البعض وصفها أنها أشبه بموقعة جمل ثانية حيث لم يكن الأمن طرفاً هذه المرة، ووفقا للنيابة وقتها صرحت أن عدد الضحايا بلغ 8أشخاص ولعل أبرزهم كان صحفي جريدة الفجر الحسيني أبو ضيف. ''الخصوص'' المكان الأخير حتى الآن الشاهد على سيل الدماء غير المتوقف منذ عامين، حيث عاشت منطقة الخصوص بالقليوبية يوم الجمعة5 ابريل 2013 ليلة حزينة نتيجة الحدث الذي نشب عقب ما تردد عن رسم صليب معكوف على جدار معهد ديني يتواجد أمام إحدى المنازل التي يقطنها أسرة مسيحية، وعند محاولة عدد من الصبية الذين قاموا بذلك على حد الروايات المتداولة قام أحد أفراد عائلة ذلك المنزل برشهم بالمياه وتطورت الأحداث التي أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة العديد خاصة أمام الكاتدرائية بالعباسية أثناء وعقب تشييع الجثامين .