توجه ملايين المواطنين في ساحل العاج الى لجان الاقتراع يوم الاحد في أول فرصة منذ عشر سنوات لاختيار رئيس وقال مراقبون ان الانتخابات التي طال تأجيلها تجرى بسلام. وتهدف الانتخابات التي تجرى في أكبر دولة منتجة للكاكاو في العالم الى اعادة توحيد أمة قسمتها حرب أهلية عامي 2002 و2003 الى شطرين وتراجع اقتصادها الذي كان قويا ذات يوم بسبب صراع سياسي أدى الى تأجيل موعد الانتخابات ست مرات. وقال جورج أساموا (40 عاما) الذي يعمل في المجال الطبي أثناء انتظار دوره للادلاء بصوته باحدى المدارس في العاصمة التجارية أبيدجان "هذا يوم فرح. كنا جميعا نعتقد أنه لن ياتي أبدا وقد جاء الان.. الازمة انتهت." ويواجه الرئيس الحالي لوران جباجبو منافسين رئيسيين هما هنري كونان بيدي الرئيس السابق الذي اطيح به في انقلاب عام 1999 والحسن واتارا الذي سبق أن تولى رئاسة الحكومة وعمل بصندوق النقد الدولي. وقال جباجبو بعد الادلاء بصوته في تصريحات تماثل في فحواها ما قاله المرشحان الاخران في وقت سابق يوم الاحد "أنا سعيد بأن التصويت يجري بطريقة طبيعية اليوم." ولم تعمل معظم وسائل النقل العام يوم الاحد كما كان عدد سيارات الاجرة قليلا في شوارع أبيدجان التي انتشرت في شوارعها مركبات مصفحة تابعة لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والتي تمركزت في مواقع استراتيجية. وقال الميجر جنرال عبد الحفيظ قائد قوات الاممالمتحدة خلال زيارة لاحد مراكز الاقتراع في أبيدجان "أستطيع أن أرى أن الناس خرجوا بأعداد غفيرة للادلاء بأصواتهم وثمة سلام تام في هذا المركز وأيضا في أماكن أخرى زرتها." وبدا التصويت في الساعة السابعة صباحا بتوقيت جرينتش وبعد بضع ساعات كانت معظم مراكز الاقتراع التي زارها صحفيو رويترز مفتوحة رغم بعض التأخير في بداية الامر. واصطفت طوابير طويلة من الناخبين في الشوارع أمام مدارس استضافت لجان الاقتراع. وقال كريستيان دان بريدا رئيس بعثة المراقبين التابعة للاتحاد الاوروبي "فتح العديد من لجان الاقتراع أبوابه متأخرا ووصل التأخير الى ساعتين أو أكثر لان بطاقات التصويت لم تصل في موعدها" مضيفا أنه لم ير أي مخالفات أخرى حتى ذلك الحين. وتمتد جذور الحرب في ساحل العاج والازمة السياسية التي أعقبتها الى صراع على الجنسية وتحديد من يحق لهم التصويت في بلد اجتذبت أراضيها الزراعية الخصبة مهاجرين من أنحاء غرب أفريقيا. والانتخابات ضرورية لتمكين الاصلاحيين من الوصول الى قطاع الكاكاو الذي يوفر أكثر من ثلثي الامدادات العالمية لكنه اخذ في التدهور. ويقول محللون أن ثمة احتمالا قويا أن يعترض المرشحون المهزومون على النتيجة. ومن غير المرجح أن يحقق أي من المرشحين الرئيسيين الثلاثة فوزا حاسما في الجولة الاولى لاسباب منها قواعد التأييد الاقليمي والعرقي الامر الذي سيقتضي اجراء جولة اعادة للانتخابات في 28 نوفمبر تشرين الثاني. ويرجح معظم المحللين الذين يتابعون الانتخابات في المستعمرة الفرنسية السابقة فوز جباجبو في جولة الاعادة. وقال رولاكي أكينولا المحلل لشؤون غرب أفريقيا في مجموعة يوراسيا " يرجح أن تواجه نتائج الانتخابات طعونا وربما تؤجل الجولة الثانية." ومن شأن ذلك أن يؤدي الى انخفاض سعر سندات ساحل العاج الاوروبية التي تبلغ قيمتها 2.3 مليار دولار. لكن الرئيس الغاني السابق جون كوفور رئيس بعثة المراقبين في ساحل العاج التابعة لمركز كارتر قال ان الزعماء الاقليميين ما زال لهم دور مهم في العملية. وقال "ساحل العاج مهمة فعلا ولن يفاجئني وجود تأثير ايجابي محتمل من كل أنحاء غرب أفريقيا يتجاوز تشجيع المرشحين على اللعب بنزاهة الى قبول النتيجة." ومن المقرر أن ينتهي التصويت الساعة 1700 بتوقيت جرينتش ثم سيبدأ فرز الاصوات في أكثر من 20 ألف مركز للاقتراع في أنحاء البلاد. وينتظر اعلان النتائج الاولية خلال ثلاثة أيام. وتقف قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة التي يبلغ قوامها 9500 فرد علاوة على عدة مئات من الجنود الفرنسيين على أهبة الاستعداد تحسبا لاي اضطراب. من لوكونان كوليبالي وديفيد لويس