التقى زعيما العراق وسوريا يوم الاربعاء للمرة الاولى منذ سحب السفيرين في البلدين العام الماضي حيث يسعى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للحصول على تأييد اقليمي لبقائه في السلطة. وبعد ستة شهور من اجراء انتخابات في العراق لم تسفر عن فائز واضح يسعى المالكي لبناء حكومة ائتلافية تبقيه في موقعه كرئيس للوزراء. وزار المالكي دمشق يوم الاربعاء ويعتزم السفر الى الاردن وتركيا في وقت لاحق هذا الشهر. وشهد المالكي توتر العلاقات مع سوريا لكنه سعى في الاونة الاخيرة لتحسينها. وفي الشهرالماضي اتفق البلدان على اعادة السفيرين اللذين سحبا العام الماضي بعدما اتهم المالكي دمشق بايواء مفجرين نفذوا هجوما في بغداد أسفر عن مقتل مئة شخص. وأفاد بيان رسمي سوري وضع على الوكالة العربية السورية للانباء ان الرئيس بشار الاسد حدد خلال لقائه بالمالكي "موقف سوريا الداعي الى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي ووقوف سوريا على مسافة واحدة من جميع العراقيين ودعمها لكل ما يتفق عليه أبناء العراق الشقيق." وحصل المالكي وهو شيعي على تأييد لرغبته في البقاء في السلطة من جماعات شيعية لها صلات بايران. ويشعر جيران العراق العرب والولايات المتحدة بالقلق من أن يؤدي ابقاء حكومة يقودها الشيعة على المالكي الى استبعاد كتلة متعددة الطوائف يؤيدها السنة وحصلت على أكثر عدد من الاصوات في الانتخابات. ويضغط جيران العراق العرب من أجل حكومة وحدة من أجل مشاركة هذه الكتلة. ورافق المالكي وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني. وعطلت الخلافات السياسية بين البلدين اتفاقات النفط والغاز مثل خطة اعادة فتح خط أنابيب يربط حقول النفط العراقية بميناء سوري. وربما يكون لتحسين التعاون في هذا القطاع أهمية في فوز المالكي بتأييد سوري. وأدى الخلاف بين سوريا والمالكي الذي يحظى بتأييد ايراني الى الكشف عن خلافات بين الحليفتين دمشقوطهران فيما يتعلق بالعراق. وتزامنت زيارة المالكي لدمشق مع أول زيارة يقوم بها الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد للبنان. وتشترك ايران وسوريا في دعم حزب الله اللبناني. وتبنت سوريا التي تشترك مع العراق في حدود طولها 600 كيلومتر نهجا أكثر تصالحا مع المالكي بعدما التقى أحمدي نجاد بالاسد مرتين خلال الاسابيع القليلة الماضية. وقال المعلق السياسي اللبناني المخضرم جهاد زين في مقالة في صحيفة النهار ان ايران وسوريا توصلتا على ما يبدو الى تفاهم يعطي طهران اليد العليا في العراق ويترك لسوريا مزيدا من المجال في لبنان.