واشنطن (رويترز) - سعى البيت الابيض للحد من تداعيات كتاب جديد يتحدث عن صراع مرير بين مساعدي الرئيس الامريكي باراك أوباما الذين أسهموا في وضع استراتيجية الحرب في أفغانستان مع تشكيك بعضهم في نجاحها. ويرسم كتاب "حروب أوباما" لبوب وودورد الصحفي البارز في جريدة واشنطن بوست صورة لفريق الامن القومي الامريكي كفريق منقسم بشدة بشأن السياسة الخاصة بأفغانستان خلال معظم فترات الاشهر العشرين الماضية حتى مع تراجع التأييد الشعبي الامريكي للحرب. ورغم أن الكتاب لن يطرح في المكتبات قبل يوم الاثنين المقبل فقد أثارت المقتطفات التي نشرت منه في الصحف الكبرى ضجة كبيرة في واشنطن وبين دوائر المدونين وقد تثير الشكوك بين المشرعين الذين يسيطرون على الانفاق العسكري. ولم يفند البيت الابيض رواية وودورد ولكنه هون من شأن الصراع الداخلي الذي أورده الكاتب بالتفصيل وأكد أنه عند قراءة الكتاب بالكامل سيظهر أن أوباما زعيم حاسم اتسم برؤيا تحليلية في مراجعة سياسات بلاده بأفغانستان العام الماضي. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم أوباما "الرئيس قاد عملية. كان الامر مدروسا ومتعمدا." وأضاف "دار كذلك نقاش مكثف حول أهمية عدم التورط في شيء غير محدد بزمن في أفغانستان ومدى خدمة ذلك لمصالحنا الوطنية." ويأتي الكتاب قبل خمسة أسابيع من انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس لكن من المستبعد أن يكون له تأثير كبير اذ أن أفغانستان لم تجتذب اهتماما يذكر في الحملة الانتخابية وانصب تركيز الناخبين بالاساس على الاعتبارات الاقتصادية. ومع ذلك يرسم وودورد الذي اشتهر كصحفي بلقاءاته الساخنة مع الرؤساء صورة ليست جميلة في بعض الاحيان للعمل داخل مجلس الحرب منها التراشق بالعبارات الشخصية اللاذعة بين أعضائه. ويظهر أوباما في مقتطفات من الكتاب على خلاف مع كبار القادة العسكريين خاصة الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة والجنرال ديفيد بتريوس قائد قوات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي في افغانستان خلال مراجعة السياسة في عام 2009 عندما أرادا زيادة عدد القوات في افغانستان عما كان الرئيس مستعدا لارساله. وقرر أوباما الذي تردد انه ضغط على مستشاريه العسكريين لوضع خطة للخروج لكنهم لم يقدموها له ارسال قوات اضافية قوامها 30 ألف جندي لكنه أرفق ذلك بتعهد بالبدء في سحب القوات في يوليو تموز 2011. ونقل عن أوباما قوله "لا يمكنني فقد الحزب الديمقراطي كله." واعتمدت حملته في الانتخابات الرئاسية على وعد بالتحول عسكريا عن العراق الى أفغانستان لكن مع الاخذ في الاعتبار المخاطر السياسية من الانغماس هناك. ونقل عن ريتشارد هولبروك مبعوث أوباما لافغانستان قوله عن استراتيجية الرئيس "لا يمكن أن تنجح". وتردد أن اللفتنانت جنرال دوجلاس لوت مستشار البيت الابيض لشؤون الحرب كان يعتقد أن نتائج المراجعة لن تضيف الكثير. وسئل مسؤول بارز بالادارة عن هذه الشكوك فقال "جميع الاعضاء في فريق الرئيس وقعوا على استراتيجية أفغانستان وعاكفون على تنفيذها." وودورد صحفي تحقيقات بزغ نجمه اثر تغطيته لفضيحة ووترجيت التي أدت الى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في عام 1974 . وقد أتاح له البيت الابيض مساحة واسعة من الاتصالات بمسؤوليه رغم المخاوف من تقديمه تقييما غير مبهر. ويصف الكتاب أوباما بأنه "رئيس محترف" كلف مستشاريه "بواجبات" لكنه ثار غضبا مما اعتبره محاولات من جانب قادة عسكريين للي ذراعه. ومما قد يقوض جهود تخفيف حدة التوترات بين ادارة أوباما والرئيس الافغاني حامد كرزاي قالت نيويورك تايمز أن الكتاب يكشف أن الولاياتالمتحدة لديها معلومات مخابرات تظهر أن كرزاي يعاني من الاكتئاب الهوسي ويعالج منه بالادوية. ولم يرد تعليق فوري من كابول. ومن بين المقتطفات التي نشرتها نيويورك تايمز من الكتاب: - وصف جو بايدن نائب الرئيس الذي كانت تساوره شكوك بشأن الاستراتيجية هولبروك بأنه "أكبر مغرور قابلته في حياتي". - تهكمت مجموعة متنوعة من مسؤولي الادارة من مستشار أوباما للامن القومي جيمس جونز بينما أشار هو الى بعض مستشاري الرئيس على أنهم " جراثيم الماء". - اعتقد الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة أن نائبه الجنرال جيمس كارترايت يتصرف دون علمه بينما ينبذ الاخير مولن لانه " ليس مقاتل حرب". وقالت الصحيفة ان الكتاب يكشف أيضا أن وكالة المخابرات المركزية تملك "جيشا سريا" في أفغانستان يتألف من ثلاثة الاف رجل أغلبهم من الافغان ومهمته هي اعتقال وقتل مقاتلي طالبان وحشد الدعم في المناطق القبلية.