رفضت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الثلاثاء تسليم الولاياتالمتحدة هارون اسود المتهم بالارهاب والموجود في مصحة تحت حماية امنية مشددة في بريطانيا بسبب معاناته من فصام الشخصية. وكان هارون رشيد اسود (39 عاما) اوقف في اب/اغسطس 2005 في بريطانيا بناء لطلب الولاياتالمتحدة. ووجه القضاء الاميركي الى اسود التهمة بانه شريك ابو حمزة الامام السابق في مسجد فينسبوري بارك (شمال لندن). ويشتبه في انه كان شريكه في مشروع اقامة معسكر للتدريب على الجهاد في بلاي بولاية اوريغن الاميركية من حزيران/يونيو 2000 الى كانون الاول/ديسمبر 2001. وفي نيسان/ابريل 2012 اعطت المحكمة الاوروبية الضوء الاخضر لتسليم الولاياتالمتحدة ابو حمزة واربعة اشخاص اخرين متهمين بالارهاب. وكانت المحكمة اعتبرت في حينها ان احتمال سجن ابو حمزة واربعة مشتبه بهم اخرين في "سجن اميركي يخضع لاجراءات امنية مشددة" في فلورنس (كولورادو) وتعرضهم لعقوبة السجن المؤبد من دون الافراج عنهم المشروط "غير مبالغ فيها" مقارنة مع التهم الموجهة اليهم. وكشفت المحكمة انهم لن يتعرضوا لعقوبة الاعدام اذا ادينوا في الولاياتالمتحدة للتهم الموجهة اليهم. لكن المحكمة ارجأت قرارها بشأن هارون رشيد اسود لانها كانت قلقة لمعرفة ما اذا ستأخذ الولاياتالمتحدة في الاعتبار سلامته العقلية لاختيار مكان حبسه. وفي 2008 نقل القضاء البريطاني اسود الى مستشفى للامراض العقلية يخضع لحماية امنية مشددة في برودمور غرب لندن. وكان الاطباء شخصوا اصابة اسود بمرض فصام الشخصية. وفي تقريرهم الاخير في 2012 رأى الاطباء انه اذا بقي مرضه تحت السيطرة فان حبسه في مستشفى للامراض العقلية "ضروري لتلقيه العلاج الطبي" وهو علاج لازم "لصحة هارون اسود وامنه" حسب ما ذكرت المحكمة. لكن الاجوبة التي قدمتها السلطات الاميركية لم تسمح للمحكمة "بتحديد بيقين في اي مراكز اعتقال سيحبس اسود في حال تسليمه للولايات المتحدة قبل محاكمته وبعدها". وقال القضاة انه في حال الادانة "حتى وان سيتلقى اسود العلاج في مركز الاعتقال الذي سينقل اليه فان تسليمه لبلد لا رابط له به" وحيث هناك "امكانية" سجنه في معتقل فلورانس سيعتبر "سوء معاملة" تحظرها المعاهدة الاوروبية لحقوق الانسان. وقالت المحكمة ان خطر سوء المعاملة قائم "فقط اذا اخذت خطورة وضعه الصحي الحالية في الاعتبار". ويجوز استئناف قرار المحكمة خلال ثلاثة اشهر.