بعد أربع سنوات من حدث تاريخي حين أصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة يبدأ باراك أوباما فترة رئاسته الثانية يوم الاثنين بمراسم تنصيب أقل بريقا مما يعكس توقعات أكثر اعتدالا للسنوات الأربع القادمة. فمعدل البطالة المرتفع والمعارك السياسية المريرة وحملة إعادة انتخابه التي سببت انقساما بين الأمريكيين.. كلها عوامل أثرت على روح التفاؤل والأمل التي استهل بها أوباما رئاسته عام 2009 بعد فوز انتخابي ساحق. وهذه المرة لن تحضر أعداد غفيرة مراسم تنصيب أوباما كما حدث من قبل. وعندما يرفع اوباما يده اليمنى ليؤدي اليمين الذي يلقنه له كبير القضاة جون روبرتس أمام مبنى الكونجرس الأمريكي الساعة 11.55 صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (1655 بتوقيت جرينتش) ستكون هذه هي المرة الثانية التي يؤدي فيها اليمين خلال 24 ساعة. فقد أقيمت مراسم خاصة يوم الأحد في البيت الأبيض لأداء اليمين لأن الدستور ينص على أن يؤدي الرئيس اليمين يوم 20 يناير كانون الثاني. وبدلا من إجراء مراسم الاحتفال كاملة في يوم أحد أرجئت المراسم العامة إلى يوم الاثنين. وسيؤدي أوباما اليمين مرة أخرى وسيلقي خطاب التنصيب من أمام الواجهة الغربية للكونجرس والتي تطل على المتنزه الوطني حيث من المتوقع أن يتابع المراسم ما يصل إلى 700 ألف شخص. وهذا العدد يقل كثيرا عن العدد الذي حضر في المرة السابقة وبلغ 1.8 مليون شخص تكالبوا على واشنطن في 2009. وسيستقطب خطاب أوباما محور الاهتمام حيث سيعرض فيه رؤيته للسنوات الأربع القادمة لكنه لن يتطرق إلى تفاصيل بعينها في السياسة. وقال ديفيد بلوف وهو مستشار كبير إن أوباما سيدعو كلا الحزبين للتعاون من أجل مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه البلاد في الفترة الثانية مثل الميزانية والحاجة إلى رفع الحد الأقصى للاقتراض وحملة الحزب الديمقراطي لإحكام قوانين حيازة الأسلحة النارية ومنح الجنسية للمهاجرين بشكل غير مشروع. وقال بلوف لشبكة سي.ان.ان يوم الأحد "في خطاب التنصيب سوف يعرض حقا رؤيته لفترته الثانية والوجهة التي يعتقد أن البلاد في حاجة إلى الاتجاه إليها في السنوات القادمة والقيم المطلوبة لدعم هذا الاتجاه وبالطبع سرد للتفاصيل والخطوط العامة في خطاب حالة الاتحاد" المقرر أن يلقيه أوباما في 12 فبراير شباط. وبعد معركة انتخابية مريرة مع الجمهوري ميت رومني تسببت التحديات المضنية التي تواجه أوباما ومعاركه السياسية مع الجمهوريين في الكونجرس في انقسام الرأي العام بشأن المستقبل في السنوات الأربع القادمة. وأظهر استطلاع أجرته شبكة ان.بي.سي التلفزيونية وصحيفة وول ستريت جورنال في الأسبوع الماضي أن 43 في المئة من الأمريكيين يشعرون بالتفاؤل تجاه السنوات الأربع القادمة ويشعر 35 في المئة بالتشاؤم في حين أن 22 في المئة ليس لديهم رؤية واضحة. وستتضمن مراسم التنصيب الغناء بمشاركة فنانين مثل جيمس تيلور وكيلي كلاركسون اللذين سينشدان أغاني وطنية وستغني بيونسيه النشيد الوطني. كما ستتضمن المراسم أداء نائب الرئيس جو بايدن اليمين مرة أخرى بعد أن أداها يوم الأحد أيضا. من جون وايتسايدز (إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)