صوت البوسنيون الاحد في الانتخابات البلدية مع تحد رئيسي في سريبرنيتسا التي شهدت مذبحة بحق المسلمين عام 1995 وحيث تعطي تغييرات انتخابية فرصة للصرب بالسيطرة على هذه المدينة التي هجرتها اكثرية سكانها المؤلفة سابقا من المسلمين. وقال كميل دوراكوفيتش رئيس البلدية المسلم والمرشح لولاية جديدة لفرانس برس "انها مواجهة بين سياسة الذين ينكرون الابادة والضحايا الذين لا يريدون ان تضيع هذه المأساة في النسيان". وأجج تغيير في الية الانتخابات فتح المجال امام المجموعات الصربية بالسيطرة على سريبرنيتسا للمرة الاولى منذ نهاية الحرب (1992-1995)، خلافا على المستوى الوطني اشاح الانظار عن المشاكل الاقتصادية في هذا البلد الذي تمثل نسبة البطالة فيه 44%. وبعد ادلائه بصوته، التحق دوراكوفيتش (33 عاما) بمركز حملته في وسط المدينة. ويتشكل المركز من مكتبين صغيرين عجا بالعشرات من مؤيديه. وفي مجزرة سريبرنيتسا التي توصفها العدالة الدولية بانها ابادة، قتلت قوات صرب البوسنة في تموز/يوليو 1995 حوالى 8 الاف رجل وفتى مسلم كما هجروا كامل السكان المسلمين في المدينة. وقبل النزاع، كان حوالى 37 الف شخص يقطنون سريبرنيتسا بينهم 27 الف مسلم و8300 صربي. وتضم البلدية اليوم اقل من 6 الاف شخص مع تفوق عددي ضئيل للصرب على المسلمين. ومع اللجوء الى اساليب مختلفة، نجح المعسكران بتسجيل اكثر من 14 الف ناخب محتمل بالتساوي تقريبا بين الصرب والمسلمين. بذلك، فإن مستوى التعبئة لدى فريق او اخر سيكون له الاثر الحاسم. وفي مكتب انتخابي في وسط المدينة، ينتظر مسلمون وصرب دورهم للادلاء باصواتهم. ولم يعكر اي توتر صفو المعركة الانتخابية. ويقول حسن مسنوفيتش (64 عاما) وهو رجل مسلم متقاعد قتل اربعة من اشقائه في المجزرة، انه جاء يدلي بصوته "لمنع الصرب من القيام في سريبرنيتسا، اذا ما فازوا، بما لم ينجحوا بفعله عبر التطهير الاتني" خلال الحرب. ويضيف "جميع المسلمين سيرحلون من هنا" في حال فوز المرشحة الصربية فيسنا كوشيفيتش. وتؤكد كوشيفيتش انها تؤيد "عدالة كاملة" مع حرص واضح لديها على عدم استخدام كلمة "ابادة"، الا ان الزعيم السياسي للصرب ميلوراد دوديك الذي جاء لمساندتها في الحملة، رفض مجددا حكم الابادة الذي اصدرته محكمتان دوليتان. ويقول ميسانوفيتش ان سلوك المجتمع الدولي واوروبا +المتحضرة+ في سريبرنيتسا مخز. انهم يسمحون لمن ارتكبوا الابادة بانكارها والحكم هنا". اما دانكو ميتروفيتش وهو مقاول صربي فيقر بان انتماءه الاتني يحدد خياره الانتخابي، لكنه يعرب عن امله في نجاح المجموعتين في اعادة بناء "حياة مشتركة". وبحسب ميتروفيتش فإن "الجميع ارتكبوا جرائم هنا. المسلمون بحق الصرب حتى العام 1995 والصرب بحق المسلمين عام 1995. الصرب سيقرون بما حصل في سريبرنيتسا عندما يقر المسلمون بدورهم انهم قتل صربا". ودعي اكثر من 3,1 ملايين بوسني للتصويت في هذا الاستحقاق الذي يبدو فيه ان القوميين في الجماعات الرئيسية، المسلمون والصرب والكروات، هم الاوفر حظا للفوز في المناطق التي يشكلون غالبية سكانها. ويتقدم حوالى 550 مرشحا لملء 140 منصب رئيس بلدية في حين يترشح اكثر من 30 الف شخص لعضوية المجالس البلدية. وينتهي التصويت عند الساعة 17,00 ت غ في حين من المتوقع صدور اولى النتائج قرابة الساعة 22,00 ت غ.