يجري الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس وقادة الاحزاب السياسية في البلاد محادثات الاحد حول تشكيل حكومة لتجنب انتخابات جديدة يمكن ان تؤدي الى خروج البلاد من منطقة اليورو وحتى افلاسها نظرا لاخفاقها في تشكيل حكومة ائتلافية. وبدأ الرئيس اليوناني في الساعة 9,00 ت غ اجتماعا مع الاحزاب الثلاثة التي فازت في الانتخابات التشريعية الاحد الماضي -- حزب اليمين وحزب سيريزا اليساري المتشدد والحزب الاشتراكي -- وفشلت هذا الاسبوع في تشكيل ائتلاف قابل للاستمرار. وانتهى الاجتماع بعد حوالى ساعة ونصف الساعة. وبعد سلسلة اولى من المحادثات قال الزعيم المحافظ انطونيس سماراس ان "المشاورات مستمرة". وسيعقد بابولياس لاحقا اجتماعا مع قادة الاحزاب الصغيرة بما فيها الحزب النازي الجديد الفجر الذهبي. والسبت اعتبر بابولياس ان هناك "مؤشرات تفاؤل ضئيلة" لتشكيل حكومة بين المحافظين والاشتراكيين وحزب ديمار الصغير اليساري الموالي لاوروبا ما يمنح الائتلاف 168 من مقاعد البرلمان ال300. الا ان زعيم حزب ديمار فوتيس كوفيليس اعتبر ان "الآمال ضئيلة". وقال لقناة ميغا قبل ساعات على بدء الاجتماع ان حزب ديمار يطالب بان "تتخلى" الحكومة الجديدة عن خطة التقشف الصارمة التي فرضها الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي على البلاد والعودة "فورا" عن القوانين المتعلقة بالعمل وعن خفض الرواتب وتسهيل اعمال الصرف. واضاف "اشك في امكانية التوصل الى اتفاق. لدي آمال ضئيلة". وفي وقت سابق من هذا الاسبوع قال ان حزبه لن يشارك في ائتلاف لا يضم حزب سيريزا. وكان الزعيمان الاخران اكثر تفاؤلا. ولدى وصوله الى مقر الرئاسة الاحد اكد سماراس عزمه على تشكيل حكومة ائتلاف انتقالية لعامين مهمتها ابقاء اليونان في منطقة اليورو. واعلن زعيم حزب الديموقراطية الجديدة ان "الشعب اليوناني منحنا تفويضا لنتعاون لتغيير السياسة مع البقاء في منطقة اليورو. لدينا تفويض للتعاون لتشكيل حكومة قابلة للاستمرار اقله حتى الانتخابات الاوروبية في 2014". ومساء السبت اكد الاشتراكي افانغيلوس فينيزيلوس انه يريد حكومة انتقالية ولايتها عامان مع بقاء اليونان في منطقة اليورو لكن مع تغيير "جذري" في الشروط المفروضة من الدائنين. اما حزب سيريزا فرفض المشاركة في حكومة ستحترم التعهدات المقطوعة للدائنين. ولا بد من التوصل الى حل بحلول الخميس، الموعد المحدد لاول جلسة للبرلمان الجديد والا ستنظم انتخابات جديدة في حزيران/يونيو. واظهرت اخر استطلاعات الرأي ان غالبية اليونانيين يريدون حلا. وذكر معهد كابا في استطلاع نشرته الاحد صحيفة "تو فيما" ان 72% من اليونانيين يعتبرون ان على الاحزاب التعاون "باي ثمن" لتبقى اليونان في منطقة اليورو. لكن الاستطلاع نفسه اظهر انه في حال تنظيم انتخابات جديدة سيصل حزب سيريزا في المرتبة الاولى مع 20,5% من الاصوات مقابل 18,1% للمحافظين و12,2% لاشتراكيي حزب باسوك. وقال دائنو اليونان بدءا بالاتحاد الاوروبي والمانيا بوضوح في الايام الماضية، انه في حال تخلفت اثينا عن التزاماتها في اطار القروض الممنوحة بموجب خطة الانقاذ فانهم سيتوقفون عن دفع الاموال وسينظرون في احتمال خروجها من منطقة اليورو. وحذر رئيس البنك المركزي الالماني ينس فيدمان السبت من "انه اذا لم تحترم اثينا وعودها سيكون الخيار ديموقراطيا. والنتيجة ستكون الغاء القاعدة لحصولها على مساعدات جديدة". والجمعة قال وزير المال الالماني ولفغانغ شوبل ان "منطقة اليورو يمكنها تحمل خروج اليونان من منطقة اليورو". وتقدر بروكسل لليونان في توقعاتها الاقتصادية الاخيرة انكماشا ب4,7% هذا العام ونموا معدوما العام المقبل. وعلى اليونان تسديد 435 مليون يورو من الديون في 15 ايار/مايو.