* في لقاء الأهلي وأتليتكو.. كان الجمهور هو النجم الأول رغم وجود أفضل اللاعبين وأشهرهم. ربما لأننا في مصر اشتقنا لوجود الجمهور في ملاعبنا. وربما لأن اللاعب يشعر بالدفء فيزداد إبداعاً مع كل آهة إعجاب يسمعها من المدرجات!! العكس تماماً في الدوري المصري الذي يقام وكأنه في مكان سري أو أنه فعل خادش للحياء ويجب حجبه عن الجماهير!! الكرة المصرية تئن وتتوجع لطول غياب الجماهير عن الدوري المصري الذي يقام في الظل. ولولا أن المباريات تذاع تليفزيونياً لأقمنا الحداد الرسمي علي روح الكرة المصرية.. صحيح أن الحالة الأمنية مازالت تحتاج لمراجعة. ولكن المشكلة الحقيقية هي كيفية وطريقة وأسلوب عودة الجماهير حتي ترضي الداخلية وترضخ هي الأخري للتنفيذ!! للأسف الشديد اتحاد الكرة أراد أن يكحلها كما يقول المثل لكنه أعماها بل وفقأ عينها!! .. اتحاد الكرة الذي تشدَّق المسئولون فيه كثيراً عن قرب عودة الجماهير. ووضع نظاماً غريباً وأراد أن يفرضه علي الأندية. قسَّم الأندية المشاركة في الدوري إلي أربعة أنواع حسب جماهيريتها. وبحيث تلتزم الأندية بهذا التقسيم حتي في دخول الجماهير!! أي ظلم هذا للأندية "الفقيرة" أو الحديثة في الدوري؟ وعلي أي أساس تم تقسيم الأندية إلي أسياد وعبيد؟!! ومن أدرانا في لقاء الأسيوطي مثلاً مع الأهلي أن النادي الأسيوطي يستطيع أن يحضر عشرين ألف مشجع من الشركات والهيئات وأبناء المحافظة؟! لماذا يا جبلاية السعادة تقف دائماً في صف الأندية الأكابر؟! هل خوفاً من شعبية الأهلي أو بطش مرتضي؟! هل رعباً من جماهير بورسعيد أو اندفاع جماهير الدراويش أو تجمهر أبناء سيد البلد في الإسكندرية؟! المهم أن كل الأندية رفضت تقسيمات الجبلاية للأندية في الدوري ورفضت اعتماد هذا النظام وبالتالي توقفت مسيرة عودة الجماهير للملاعب بسبب هذا النظام الفاشل المتحيز للأكابر!! لماذا لا يترك اتحاد الكرة قضية الجماهير للجنة تمثل تلك الأندية مع وزارة الداخلية في اجتماعات يتم فيها تفصيل كل الأمور وتحديد خطوط عودة الجمهور بما يرضي الجميع وبالتساوي. لأن كل الأندية التي تلعب في مسابقة واحدة لها نفس الحقوق والواجبات؟! أتصور أن تكون عودة الجماهير بعدد رمزي مثلاً خمسة آلاف مشجع من الجانبين.. وتستمر المباريات لمدة شهر.. بعدها يزيد العدد مثلاً إلي عشرة آلاف إذا سارت الأمور في الإطار الأمني مع الالتزام الجماهيري. وهكذا نربط ما بين التزام الجمهور وزيادة أعداد المتفرجين كل شهر طالما هناك نظام ثابت يتم تطبيقه.. مع حرمان جماهير النادي التي تخطيء من الحضور في مباراتين متتاليتين مثلاً!! .. لكن للأسف.. لا أشعر إطلاقاً أن اتحاد الكرة يريد عودة الجماهير. تماماً مثلما ألغي فكرة لجنة الأندية الخاصة بإدارة بطولة الدوري لمجرد أن مرتضي منصور احتج ورفض وهدد الاتحاد إذا تم اختيار تلك اللجنة أو رئيسها!! هكذا هو اتحاد الكرة الذي فشل في كل شيء اللهم إلا نجاح المحترفين في الوصول لكأس العالم والحصول علي لقب الوصيف في أفريقيا. .. أظن يا جبلاية الأسود أنه آن الأوان لعودة الجماهير.. انكسفوا علي دمكم.. فالعيب كل العيب أن نلعب في كأس العالم.. وبلدنا فيها دوري يقام في القرافة وبدون مشيعين!!