جاءت مباراة غانا مع المنتخب المصري بمثابة فرصة ذهبية للخواجة الأرجنتيني هيكتور كوبر ليقدم عربون صداقة من خلالها لإعادة الجسور المهدمة بينه وبين الشعب المصري وجماهيره الرياضية الواعية والفاهمة والتي جاهرت في كل المحافل وبكل الطرق عن عدم رضاها وقلة قناعاتها بالأسلوب العقيم والأداء السقيم للمنتخب في معظم مبارياته بالرغم من تأهله لكأس العالم بروسيا 2018.. ولاشك أن الرجل العجوز قد بادر من ناحيته وقام بترميم هذه الجسور عن طريق الإضافات التي أ ضافها للقائمة الدولية والتي تحظي ببعض الشعبية أمثال الفتي الأسمر شيكابالا والتي يتوفر فيها بعض المهارات الفنية أمثال عمرو مرعي ودعم هذه المبادرة الطيبة بإعفاء الشاب الذهبي محمد صلاح من الانضمام للبعثة لمنحه المزيد من الراحة ليتفرغ لمهمته ويضاعف من عطائه مع فريقه الإنجليزي ليفربول والذي أصبح أحد ركائزه الأساسية فضلاً عن خوضه منافسات شرسة مع زميله سيديوماني المهاجم السنغالي الفذ علي لقب الأفضل إفريقياً وهو ما يجعله أي كوبر يبدو متعاطفاً مع الأمة المصرية بأكملها ولديه مشاركة وجدانية مع آمالها وطموحاتها. ولم يكن باقياً أمام كوبر ليستحوذ علي ثقة الجماهير ويتصالح مع الإعلام بعد هذه المبادرات الطيبة سوي أن يتخلي عن صلفه وعناده خاصة في تصريحاته الإعلامية والتي دائماً ما يؤكد فيها علي أنه لن يغير طريقته العقيمة ولن يطور أساليبه العتيقة حتي وإن أصر عليها خلال مبارياته بروسيا حتي لا تخذله النتائج ويعود من موسكو إلي الأرجنتين مباشرة.. فاللقاء مع غانا يشهد اختلافات جذرية مع كل ما سبق وما قد يكون لاحقاً أيضاً.. لن يتوقف علي نتيجة اللقاء أي توابع أو يبني عليها أي تداعيات.. الرجل باق في موقعه جاثم علي صدورنا مستحوذ علي ثقة ودعم رجالات الجبلاية الذين يهون الاختباء خلف قبعته.. والنتيجة لن تضيف لنا أي شيء ولن تنمي رصيدنا أو تقلل من فرصتنا أو حتي تتدخل في تصنيفنا العالمي بصورة جذرية.. هي إذن مباراة شرفية يهمنا فيها أن نطمئن علي قدرة أبنائنا في الأداء الإيجابي الفعال دون تهور أو افتعال ودون الانزراعية والتحفظية التي أفقدت منتخب مصر الخطورة والجسارة والإقدام.. ولن يكون لكوبر أي أعذار أو مبررات.. لديه أوراق عديدة سواء من التقليدية التي دأب علي اختيارها في المرات السابقة أو التي ترنو لأن تعلق الشارة الدولية هذه المرة.. ولديهم الخبرات التي تمكنهم من التجاوب مع بعض التكليفات المتطورة والمهام المتغيرة.. المهم أن تتوفر لدي الرجل بعض من القناعة للتحديث ومحاكاة المنتخبات العالمية التي سنلاقيها في روسيا.. كل الأمنيات الطيبة لأحفاد الفراعنة في المستقبليات وحتي نكون علي القدر اللائق من المشاركة بندية وليس كما تعودنا في تلك المحافل الشرسة من رفع الشعار المقيت "التمثيل المشرف".