هكذا حال المصريين.. يتوحدون فجأة في الفرح والهم.. هكذا حال أهل بلدي الذين تجعلهم الفرحة مثل القناديل التي تنير الوطن.. فقد نما الترابط المعنوي جداً عند المصريين بهذا الفوز الكبير.. ورغم أنني غير مرتبط بهذا العالم الكروي بكل فروعه إلا أنني غمرتني سعادة بالغة عندما رأيت الصغير والكبير يردد اسم مصر بكل فخر ويغنون في نفس واحد "ماتقولش إيه إديتنا مصر.. قول هاندي إيه لمصر" وأيضاً عندما غنوا "مطلوب من كل مصري.. من كل مصرية". إنه الانتصار الذي أعاد لأهل مصر سعادتهم التي فقدوها سنوات بسبب عدم تأهل فريقهم لكأس العالم. هزتني هذه المشاعر الفياضة والبكاء النبيل وتشابك الأيادي.. ورفرفت علم مصر علي أوجه العمارات وفي الميادين وعلي صدور الأطفال والكبار يغنون مترابطين "تسلم الأيادي".. إنها الصحوة المفاجئة والعنوان الجميل الذي زين وجه المدينة. جذبني أيضاً أن يسهر المصريون للصباح يغنون ويرقصون وينشدون أشهر الأغاني الوطنية دون توقف. يغنون للوطن وللفوز وللمفاجأة التي أخرجتهم مما هم فيه.. أسعدتهم.. جاءت البهجة بكل ألوانها وبانت علي الوجوه المنتظرة والعيون التي تلمع بالطموح وتحلم بالانتصار الذي رفرف علي الوطن وجعل الجميع مشدوهين. لقد فعلها هؤلاء الموهوبون في كرة القدم.. صنعوا الفوز بأقدامهم الذهبية وأسعدوا أهل بلدهم أيما سعادة.. وجعلوا العالم يتحدث عن هذا الإنجاز الكبير الذي غاب سنوات وعاد بروح جديدة وفرحة جديدة وأمل جديد جداً.