يوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى، أنه فى الفترة الأخيرة انتشرت ظاهرة لدى كثير من الأسر المصرية، وهى ميل بعض الأطفال الذكور للتعلق بالأم دون الأب وبالمقابل تميل الأنثى للأب، وتبادله مشاعر الاحترام والتقدير بشكل أكبر من الأم، وبهذا الشكل تتوحد العلاقات بداخل الأسرة بصورة مغايرة للواقع، فإن مسألة تعلق الطفلة بوالدها يرجع إلى ميل الأب لتدليل ابنته أكثر من ابنه الذى يفضل أن يفرض عليه الشدة والقسوة بحجة أنه يريده أن يشب الصغير على قيم الرجال، وأن يكون قادرا على تحمل المسئولية فى المستقبل، ومنذ الصغر يغرس الأب فى نفس ابنه معانى المثابرة فى الحياة وتحمل المشاق ومواجهة الصعاب. وفى المقابل نجد أن الأم ولرقة قلبها على ابنها عندما تشاهد هذا السلوك الصارم الصادر من قبل الأب، تحاول التخفيف عن الطفل بشتى الطرق فتسعى لتدليله وتعويضه الحنان المفقود من قبل الأب، لدرجة أن الكثير من الأمهات يتشاجرن مع الآباء بسبب هذه السلوكيات التعسفية مع أبنائهم الذكور، وبهذا نجد أن الأم هنا تغدو نبع الحنان للولد أكثر من الطفلة وشيئا فشيئا يزداد تعلق الطفل بالأم ويزداد هذا التعلق لدرجة تفضيل الأم للولد أكثر من الطفلة التى تنال الدلال المفرط من قبل والدها ومن والدتها أيضا بحكم أن الأم لا تعرف القسوة والشدة مع أبنائها فى كثير من الأحيان. إن التربية الصحيحة للأبناء تحتم على الأبوين احتضان الإناث والذكور بعدل ومساواة دون تفريق، والمعاملة تكون بوعى وحكمة فلا شدة وقمع وسيطرة فى كل الأمور، ولا تدليل زائد بلا مبرر ولا حماية تجعل الابن يفقد توازنه وشخصيته المستقلة.