بعد عشرة زواج دامت أكثر من 40 عاماً أنجبنا خلالها 4 أبناء رأى الزوج أن العشرة أصبحت شبه مستحيلة لكثرة الخلافات مع زوجته رغم أنه أصبح جدا وله أحفاد صغار فقرر أن يتزوج بأخرى علي أن تظل هي في عصمته حفاظاً علي الأولاد، وبالفعل تزوج من امرأة تصغره بنحو 20 عاماً، فهو تخطي ال 65 عاماً بينما هي تبلغ من العمر 45 عاماً لكنها لم تكن تريد أن يشاركها أحد في زوجها خاصة بعد أن وجدت صعوبة في الانجاب لأسباب عند زوجها كشفتها التحاليل الطبية، وتبدد حلمها في أن تكون أمًا كباقي الأمهات فبدأت تفتعل الخلافات مع أولاده وزوجته الاولي حتي انقطعت الصلة بينها وبينهم تماماً لكن هذا لم يكن كافياً فبدأت تفكر في بعض الحيل الماكرة لكى تبعدهم عن أبوهم فأوعز لها تفكيرها الشيطاني إقناع زوجها علي رفع دعوى انكار نسب لأولاده الأربعة من زوجته الأولى. يتذكر أحداث هذه القضية المحامي فرج سعيد فرج، نقيب محامي غرب طنطا، يقول، "كنت منشغلاً في بعض القضايا داخل مكتبي حين دخل علي زوجان يطلب الزوج رفع دعوي انكار نسب لأولاده من زوجته الأولى، لفت نظري أن الزوجة الثانية هي الاكثر حديثاً بينما ظل الزوج غالبية الوقت صامتاً وكأنه يفكر ماذا يقول, وبعد أن انتهت الزوجة من رواية القصة، لم استوعب ما سمعته، فطلبت من زوجته الخروج، هنا بدأ الزوج يحكي قصته، "هو يبلغ من العمر 65 عاماً، تزوج منذ نحو 40 عاماً من احدي السيدات، وأنجبا 4 أبناء ثلاثة منهم تزوجوا وانجبوا أحفادا، بينما الرابع مازال طالباً في كلية التجارة، ولكن الحياة اصبحت شبه مستحيلة بينهما فقرر أن يتزوج عليها بعد عشرة 37 عاماً، من فتاة تصغره بنحو 20عاماً وانتظر أن ينجب منها ولكن كانت المفاجأة أنه غير قادر علي الانجاب، هنا صمت المحامي لحظات وسأل الزوج عن طلباته، فقال له أريد رفع دعوي انكار نسب, خرج الزوج من المكتب بينما ظلت قضيته الغريبة تشغل بال المحامي فرج سعيد ولم يكن امامه مبدئياً سوي مسايرة الزوجين حتي يصل للحقيقة ومحاولة التصرف بحكمة حتي لا تتصاعد الأمور، وبدأ في دراسة أبعاد القضية منذ البداية أي منذ الزواج الأول حيث كان الزوج وقتها في ريعان شبابه ولا يزيد عمره عن 25 عاماً وبالطبع كان يتمتع بصحة جيدة تجعله قادراً علي الانجاب خاصة أن تاريخه المرضي قريب مع تقدم سنه، فضلاً عما تخلفه هذه الدعوى من آثار سلبية في نفوس أولاده عندما تحكم المحكمة سواء لصالحهم أو لصالحه فالنتيجة في الحالتين دمار أسرة بالكامل فضلاً عن الفضيحة التي لا يمحوها التاريخ طوال حياتهم, كل هذه الأسباب جعلت المحامي يحسم الامر نهائياً بداخله بعد عدة لقاءات مع الزوجين دامت نحو 6 أشهر ظل خلالها يحاول اقناع الزوج بالعدول عن رفع الدعوي وأن الفرصة أمامه للتراجع، لكن الزوجة كانت تدفع زوجها بشدة نحو السير في اجراءات التقاضي, طلب المحامي من الزوج الحضور بمفرده للمكتب كفرصة اخيرة، وتحدث معه عما توصل إليه من تحليل لقضيته واستطاع اقناعه أن ما أصابه من مرض أدي لعدم قدرته علي الإنجاب هو نتيجة كبر سنه ولا داعي لرفع الدعوي, اقتنع الزوج بكلام المحامي الذي اقترح عليه أن يقوم بترضية أولاده ومساعدتهم مالياً حتي تعود المياه لمجاريها وتوطيد علاقتهم بزوجته الثانية ويعتبروها أمهم عوضاً لها عن عدم الانجاب. ويعلق المحامي فرج سعيد فرج نقيب محامى غرب طنطا على تلك الواقعة قائلاً، أنه علي كل زوج وزوجة أن يتريثوا ولا يتسرعوا عند رفع مثل هذه الدعاوى ولا ينساق الزوج وراء أفكار زوجته التي تغلبها العاطفة أحياناً مشيراً أن غالبية القضايا التي تشهدها ساحات المحاكم تكون نتيجة اندفاع الزوجة التي تتسرع وتندم بعد فوات الأوان.