دخلت اكرام قسم الشرطة بملابسها الممزقة، والدماء تغطى وجهها، وشعرها المقصوص، تصرخ طالبة النجدة ممن ضربوها وهتكوا عرضها، وتخبر رئيس المباحث ان هناك سيدة حضرت اليها في الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وكان بصحبتها ثلاثة اخريات، وقاموا بضربها وقص شعرها، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتجريدها من ملابسها وتصويرها عارية. بدأ ضابط المباحث في تحرير محضر رسمى بما تحكيه "اكرام"، مضيفة، كنت في منزلى بصحبة ابنتى وفجأة سمعت طرقات على الباب، وبمجرد ان فتحت الباب فوجئت بسيدة تدعى هانم وهي متزوجة من زوجى عرفياً ومعها سيدتين أخرين ودفعونى ارضاً وحبسوا ابنتى في احدى حجرات الشقة ثم قاموا بضربى واهانتى، وكانت احداهما تمسك هاتف محمول وهم يهددونى بتصويرى عارية وضربتنى بعدها لم أشعر بنفسي، وعندما استعدت وعيي وجدت نفسي عارية تماماً، وبعدها دخلت اطمئن على ابنتى لأجدها تصرخ في احدى الغرف. بعد تحرير المحضر، تم احالته للنيابة العامة، وهناك اخذت "اكرام" معها تقرير طبي بالواقعة والذى جاء فيه ان لديها اصابات تحتاج لعلاج اقل من 21 يوم، وامام النيابة سردت اكرام ماحدث لها واضافت ان هانم ومن معها قاموا بسرقة اموالها ومضوغات تقدر بعشرة الاف جنيه، لتطلب النيابة سرعة تحريات المباحث والتى اكدت صدق الواقعة كما امرت بضبط واحضار المتهمين الا ان هانم هربت لمكان غير معلوم ليتم احالة القضية الى المحكمة وبعد عدة جلسات اصدرت حكمها على هانم غيابيا بالسجن خمسة عشر عاما بعد اتهامها بهتك عرض اكرام والتعدى عليها بالسب والضرب وكذلك سرقة مصوغاتها. ظلت هانم طريدة العدالة لسنوات لم تكن تعرف ما دبرته من ورائها اكرام، والحكم الذى صدر ضدها والذى يقضى نهائياً على مستقبلها وحياتها، حتى اخبرتها احدى صديقتها بتفاصيل ما فعلته اكرام بها. وعلى الفور لجأت هانم لمحاميها الدكتور ايهاب ماهر تخبره بما فعلته بها اكرام لينصحها بتسليم نفسها والبدء فى اعادة اجراءات امام محكمة جنايات الاسكندرية ليتم محاكمتها من جديد. وبالفعل تقدم دفاع هانم للمحكمة بطلب اعادة اجراءات محاكمتها وسلمت نفسها لحرس المحكمة، وبدأ دفاعاها مفجراً عدة مفاجأت من العيار الثقيل، حينما دفع بعدم جدية التحريات و قام بشرح ظروف الدعوى واشار في دفاعه الى تلفيق الاتهام وانتفاء صلة المتهمة بالواقعة وتناقض اقوال المجنى عليها فضلا عن التقرير الطبي الخاص باصابتها هو تقرير زور اذ ان ميقات تحرير جاء في ذات ميقات فتح محضر تحقيق النيابة العامة، وبأن الاوراق قد خلت من اي دليل على ثبوت الواقعة في حق المتهمة، لتصدر المحكمة حكمها ببراءتها من كافة التهم المنسوبة اليها. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها انه بعد فحص اوراق الدعوى والاطلاع على كافة الاوراق، ثبت اليها براءة المتهمة حيث ان المحكمة تشير الى ان الاحكام تبنى على الجزم واليقين والواقع، وان المحكمة احاطت بظروف الواقعة وكافة الادلة التى قام عليها الاتهام ووجدت انه قد داخلتها الريبة والشك في صحة عناصر الاثبات ولا تطمئن المحكمة الى الواقعة برمتها. وان اقوال المجنى عليها جاءت متناقضة ومتهاترة حيث قالت في محضر الشرطة ان هانم جاءت اليها بصحبتها ثلاث سيدات وسرقوا مصوغات عيار 21 في حين انها قررت في تحقيقات النيابة ان المتهمة جاءت اليها وبصحبتها سيدتين فقط وان الذهب المسروق عيار 24. واضافت المحكمة في حيثيات حكمها، كذلك ما قالته المجنى عليها بأن المتهمة ومن كانوا معها قاموا بتجريدها من ملابسها وان هانم من قامت بتصويرها عارية، وهو ما لاينطلي على المحكمة اذا انها كيفت وقفت على ان المتهمة قامت بخلع ملابسها وتصويرها عارية وسرقة مشغولاتها الذهبية هي ومن كانت معها في حين انها كانت غائبة عن الوعي، كما انه لم يتم ضبط اي من الادوات الى قالت عليها المجنى عليها ولم تقدم مايفيد او يثبت ملكيتها للمشغولات الذهبية المسروقة. كما ان المحكمة لم تطمئن الى قول المجنى عليها بان المتهمة كانت متزوجة عرفيا من زوجها اذ ان ذلك قول مرسل لادليل يسانده وانتهت المحكمة الى ان ادلة الثبوت في الدعوى قد باتت عاجزة عن التدليل على ثبوت الاتهامات المساقة في حق المتهمة ومن ثم فانه يتعين القضاء ببراءة هانم مما نسب اليها.