قال الإعلامي عبد اللطيف المناوي؛ أن أجهزة الدولة هي من استثمرت تيارات الإسلام السياسي، متمثلاً في جماعات الإسلام الراديكالي في منتصف الثمانينيات، عندما تعاملت الدولة معه بمزيج من الحذر والنفاق، وتركت مساحات واسعة لتتمدد فيها هذه الحركات ويكون لها حضورها المؤثر في المجتمع. وأضاف المناوي في إطار حديثه عن كتابه الجديد " الأقباط، دراسة في أسباب الصدع في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر" الصادر عن دار " جلجامش للنشر" و الذي يوقعه في إحدى قاعات مجلس العموم البريطاني، إن أداء أجهزة الدولة طوال الثمانينيات وما تلاها، اتسم بطائفية كامنة فى أعماق مؤسسات الدولة وأجهزتها، ولم يكن ذلك بتوجيهات فوقية ولكنه كان تعبيرًا عن توجهات اجتماعية مازالت موجودة فى التكوين القيمى للمجتمع. إلا أن المناوي يستدرك قائلاً: ومن الخطأ الكبير تحميل المسئولية للنظام وحده، فقد كان كل ما يحدث تعبيرًا عن حالة الخلل التى أصابت المجتمع وتسربت بالطبيعة إلى داخل مؤسسات الدولة التى لم تقم بالدور المناسب لتصحيح هذا الخلل، بل استسلمت له واكتفت بالتعامل أمنيًا مع مشكلة هى بالأساس مجتمعية وفكرية. يُذكرُ أن للمناوي عدة كتب في هذا السياق، مثل"الأقباط : الكنيسة أم الوطن" و كتاب "أرفعوا السقف"، إضافة إلى كتاب "الأيام الأخيرة لنظام مبارك".