أغرب ما يحدث في الصراع الدائر الآن بين العسكر والإخوان هو ذلك السؤال الذي يردده البعض بكل وقاحة وجهل: وأين هم الثوار؟! الأغرب أن من يردد هذا السؤال هم من ظلوا يناضلون بجميع الوسائل لابعاد الثوار الحقيقيين عن الساحة بالأكاذيب والادعاءات المغرضة التي انتشرت كالنار في الهشيم في وسائل الاعلام الكاذبة والمضللة والتي دفعت الملايين حتي يكره الشعب الثورة والثوار.
تسألون الآن أين هم الثوار؟ فعلا بجاحة! أليس الثوار هم من أطلقتم عليهم البلطجية؟ ألم يقتل الثوار وأنتم فرحون؟ ألم تفقأ أعينهم وأنتم تسخرون؟ ألم يعتقل الثوار وأنتم تناصرون جلادهم؟ بأي منطق تتحدثون؟ وبأي وجه ستلاقون الله يوم العرض عليه؟
هؤلاء الذين يسألون أين الثوار ويحاولون القاء اللوم عليهم الآن.. ألا تتذكرون ماذا فعلتم بهؤلاء الشباب - خيرة شباب مصر - ألا تتذكرون الأوصاف التي نعتوهم بها؟ الآن وبعد أن احتدم الصراع تطالبون الثوار بنصرة طرف علي الآخر؟ ألم تشبعوا بعد من سفك دماء شباب مصر؟ مازلتم عطشي للمزيد من الضحايا؟ ألا تشبعون وتكتفون بشهداء الثورة؟
نعم الثورة تم اختطافها وسرقت. ولكن الثوار بابتعادهم عن الساحة كشفوا كل الوجوه الحقيقية للطامعين في نهب ثروات مصر.. كشفوا بصمتهم أكاذيب وألاعيب كل الأطراف. لا تمنوا أنفسكم أن ينضم الثوار لطرف علي حساب الآخر بعد كل ما وصمتموهم به من أكاذيب. الثوار سيبقون في مواقعهم يتفرجون عليكم وأنتم تتناحرون.. وتلك الأيام نداولها بين الناس. يا من رفضتم الثورة وثوارها بالأمس.. افرحوا اليوم بنتيجة رفضكم للثورة. يا من حزنتم علي فراق الحزب الوطني البائد.. ثم جئتم بحزب وطني جديد.. افرحوا باختياركم. اياكم أن تلوموا ثائرا واحدا. أنتم خنتم الثورة والثوار وسخرتم من دماء الشهداء والضحايا.. ووصمتم أشرف ناس في مصر بالبلطجية وأنتم في بيوتكم تتابعون شاشات العهر والضلال وبقايا فلول النظام البائد وصدقتموهم بجهلكم.. لا تلوموا الثوار.. بل لوموا أنفسكم وعضوا علي أصابعكم من شدة الندم.. اذا كان لديكم بقية إحساس.
نعم الثورة تم اختطافها.. ولكنها ستعود. سيعود الثوار الي الميادين من جديد. اقتلوا الثوار.. اسجنوهم. فهل تستطيعون قتل فكرة الثورة؟ لنتعلم جميعا الدرس الأكبر الآن قبل فوات الآوان: وهو أن الجهل أعادنا الي الوراء كثيرا.. وان السبب الرئيسي لاجهاض الثورة كان وراءه جهاز اعلامي فاسد مازال يرتع وينهش في ثوار مصر.