يقترب العام 2016 من نهايته، حاملاً معه الكثير من الأسئلة والقليل من الإجابات حول مستقبل العالم، حيوات البشر مقبلة علي تغير كبير في العام 2017، التيارات اليمينية في العالم الغربي في لحظة صعود تاريخي، اليمين المتطرف يكاد يعصف بمستقبل الاتحاد الأوروبي، ومفهوم "النيو قومية" يعيد ترسيخ مرحلة جديدة من مستقبل العالم تبحث فيه كل دولة عن مصلحتها الخاصة مع التركيز علي الحقوق الفردية، ليقترب العالم من دخول مرحلة صراعات الغابة، حيث البقاء للأقوي. ومع صعود الشعبوية الغربية سياسياً، ستبدأ مصاعب المسلمين هنا وهناك، الإسلام بات متهماً في الغرب، أفعال داعش تتصدر، وتعيد تقديم نفسها وتصر علي أنها التفسير الصحيح والوحيد للإسلام، معظم أبناء الدين الإسلامي ضد داعش وتصرفاته، لكن لا صوت لهم، لم تخرج التظاهرات الحاشدة في أي مدينة إسلامية تندد بجرائم داعش، في حين يتذكر العالم تظاهرات للمسلمين في مسائل غير ذات أهمية. صمت الغالبية المسلمة يعطي صورة للعالم أننا شركاء في الجريمة ولو بالصمت. الجماعات المتشددة التي تحاول احتكار الحديث باسم الإسلام، ستجعل من أيام مسلمي أوروبا وأمريكا صعبة، لن يختلف الوضع كثيرًا لمن يعيش في دول إسلامية، فهم بين مطرقة أنظمة سياسية محدودة الكفاءة وسندان تنظيمات إرهابية تتغذي علي أخطاء الأنظمة من ناحية، وعلي التفسير المتشدد للدين من جهة أخري. مطلوب من المسلمين أكثر مما يستطيعون، هم قليلو الحيلة في المجموع، لكن علينا أن نسعي جميعا للتغلب علي عجزنا، وأن نعمل علي تقديم نماذج حقيقية للإسلام الذي نفهمه، لا الإسلام الذي يريد البعض له أن يسود علينا.