عرفتها منذ نعومة أظفارها من خلال علاقتي الوثيقة بوالدها إبراهيم محمود لطفي عندما كان كبيرا للباحثين الاقتصاديين بوزارة الاقتصاد ثم وكيلا للجهاز المركزي للمحاسبات ورئيسا لبنك ناصر الاجتماعي ومحافظا للجيزة.. لقد كانت الأبنة الرقيقة »نيفين» دائما موضوعا رئيسيا في حواراتنا نتناول خلالها مسيرتها العملية وطموحها.. ومن سيرة الأسرة تعلم جيدا مدي حبها وعشقها لعمل الخير وأداء الواجب. ونجحت نيفين في شق طريقها العملي بعد التخرج لتوجد لنفسها مكانا وسط عمالقة المصرفيين، وتتدرج في المناصب بالبنوك الاجنبية حتي استقر بها المطاف في بنك ابوظبي الإسلامي، وتجلس علي مقعد الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب وفي الوقت نفسه تشارك في الرحلات المكوكية بين القاهرة وواشنطن من خلال الغرفة التجارية الامريكية لإعادة جسور الثقة بين رجال الاعمال الامريكيين والمصريين والتعريف بحقيقة الاوضاع في مصرالتي قام اعداء الوطن بتسميمها. ومنذ أيام جاء الخبر الاليم مثل الصاعقة.. لقد قتلت نيفين ابراهيم لطفي داخل فيلتها »بالكومبوند» المفترض انه شديد الحراسة ويوفر الامان لساكنيه، أو هكذا تدعو الاعلانات تشجيعا للمواطنين للسكن في مثل هذا الكومبوند، لقد تسلل فرد أمن سابق حتي بلغ حجرة النوم، وقام بالسرقة لكن لسوء حظها استيقظت ليعاجلها بعدة طعنات نافذة تودي بحياتها. ومن مجريات التحقيق يتبين دون القاتل الذي نجحت اجهزة الامن في كشفه وضبطه مختفياً في احدي المصحات خلال 24 ساعة وهو ما يضيف الي رصيد الداخلية من انجازات تتحقق يوميا علي ارض الواقع، يتضح انها جريمة كاملة الاركان.. القتل المقترن بالسرقة والتخطيط الجيد لها، وتكشف اكذوبة توفير الامن والامان في الكومبوند، وللاسف قامت شركة الامن اياها بتوظيف شخص سوابق سرقات، ليس لديه سابقة واحدة بل عشر! وهارب من حكم بالسجن ثلاثة اشهر، ويضاف الي ذلك انه مدمن مخدرات! و دخل المصلحة مرتين!! كل هذا يدل علي سلامة عقل هذا القاتل الذي لجأ الي مصحة ثالثة للتخفي من الجريمة البشعة التي ارتكبها هذا الوحش والمفترض انه كان مؤتمنا علي حياة ومعيشة، ثم يعترف انه تخفي، وقام بتعطيل الكاميرات وتسلل عبر السور، ودخل الفيلا كل هذا في غياب افراد الأمن والحراسة المزعومة. إنها جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد كاملة المعالم بعد اعتراف المجرم وإرشاده عن المسروقات، لينال عقاب عدالة الارض قبل ان ينال عقاب عدالة السماء.. لكن هنا يجب ان يظل ملف الامن الخاص مفتوحا. واخيرا لايبقي الا ان نقول عزاء للوالد ابراهيم لطفي ولاسرة الفقيدة نيفين وجزاء حسنا لها نتيجة ما قدمته لوطنها ومن مفاجآت القدر أنها وقعت آخر كشف حساب للبنك قبل الوفاة بيوم.