استمرارا لمسلسل بيع الآثار المصرية في الخارج، باعت أسرة يهودية ألمانية لوحتين مصريتين نادرتين في مزاد لصالة »كريستي» للمزادات في نيويورك بمبلغ 312 ألف دولار ولم يٌكشف عن هوية المشتري، وكانت الأسرة الألمانية قد استعادت اللوحتين من جامعة زيورخ بسويسرا قبل ذلك بأسبوع بعد مناقشات ومفاوضات بين الجامعة وورثة الكاتب الألماني والناشر اليهودي »رودولف موس» استمرت قرابة عام، بعد ادعائهما ملكية اللوحتين، واللوحتان الخشبيتان النادرتان من لوحات »وجوه الفيوم» الشهيرة وتعودان لعصر الرومان، من القرن الثاني الميلادي، الأولي لامرأة شابة، والثانية لرجل ملتحٍ. وكانت جامعة زيورخ اشترت اللوحتين ضمن مجموعة من 9 لوحات أخري عام 1979، من الممثلة الأمريكية بوليت جودار- ريمارك»، أرملة الكاتب إريك ماريا ريمارك، مؤلف رواية »كل شيء هادئ علي الجبهة الغربية». وتمت الموافقة علي الشراء من قبل حكومة زيوريخ في ذلك الوقت، وقالت الجامعة إنها بعد تحقيق مكثف استمر قرابة عام »اكتشفت أن اثنين من صور المومياء التي في حوزتها منذ عام 1979، قد اٌخذت بصورة غير قانونية من إرنا فيليسيا، وريثة الناشر رودولف موس، من قبل النازيين بعد فترة وجيزة من سيطرتهم علي السلطة في ألمانيا عام 1933. وبعد ذلك تم بيع اللوحتين في مزاد عام 1934 في برلين. وأضافت الجامعة أنه رغم البحث المكثف علي أصل اللوحتين، لم تتمكن من تحديد متي وأين اشترت إريك ماريا ريمارك، ومن الذي كان يملك اللوحتين قبلها، لكن ورثة الناشر اليهودي موس، أثبتوا أن اللوحات كانت ضمن مقتنياتهم في عام 1933 عند هروبها من النازي، وتجاهلت الجامعة الإشارة إلي أن اللوحتين مصريتان في الأساس، وكيف وصلت هذه اللوحات إلي الناشر اليهودي الذي توفي عام 1920. في سبيل معرفة كيفية خروج اللوحتين من مصر أرسلت »الأخبار»، بريدا لمؤسسة »موس»، لمعرفة كيف خرجت اللوحتين من مصر، لكنها لم ترد، كما لم ترد جامعة »زيورخ»، علي استفسار مماثل من قبل »الاخبار» واتضح بعد البحث والتقصي ان الناشر اليهودي »موس»، ربما يكون قد حصل علي هذه اللوحات، مقابل رعايته لحفريات قام بها عالم المصريات الالماني هينريش كارل بروجش، الذي قام بالعديد من الحفريات في مصر وتردد عليها في الفترة من 1853 وحتي قبل وفاته عام 1893. وكان لعالم المصريات الالماني هينريش كارل بروجش، المدفون حاليا في برلين، ويغطي قبره بغطاء تابوت فرعوني جلبه من مصر من ضمن الحفريات التي قام لها، دور كبير في نقل وتهريب العديد من الاثار المصرية إلي المانيا، والمعروضة حاليا في المتحف المصري في برلين.