أشهد الجميع أني ما كنت يوماً من رجال السياسة ولا أنتمي للنادي السياسي ولست من رواد المقهي السياسي،كما أني لا أعرف أين يقع الشارع السياسي.كل ما هناك أن الأحداث الأخيرة بمجلس الأمن التي أبرزت أن هناك نزاعاً دولياً محتدماً حول سوريا الصامدة أظهر نفسه سافر الوجه فيما يمكن تسميته بالشأن الأمريكي- السوري والشأن الروسي-السوري والشأن الإيراني-السوري والشأن التركي-السوري.والشأن الخليجي-السوري والشأن الكردي -السوري والشأن الداعشي- السوري. وبحثت عن الشأن المصري السوري فلم أجد له وجوداً علي الساحة رغم أنه صاحب الشرعية والقول والفعل الأوحد خلافاً لكل تلك التداخلات الهدامة علي تعددها وتنوعها. وعادت بي الذاكرة لسنوات الصبا حين أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا وأصبحنا نهتف في طابور الصباح بالمدرسة الإعدادية مرددين تحيا الجمهورية العربية المتحدة رافعين أيدينا بتحية العلم،ونظمت الرحلات الطلابية لزيارة سوريا حيث شاركت في إحداها لمدة أسبوعين ذهاباً وإياباً بالطائرة لزيارة سوريا بإقامة كاملة بالمدارس السورية بقيمة عشرة جنيهات مصرية لا غير،سعدنا فيها بدفء العلاقة وحفاوة الطلاب السوريين علي صغر سنهم وسننا،بينما تدوي في أسماعنا أغاني الوحدة ومنها أغنية محمد قنديل وحدة ما يغلبها غلاب وأغنية صباح من الموسكي لسوق الحميدية،وشاهدنا كيف تمزقت صدورنا الصغيرة ونحن في التعليم الثانوي لواقعة انفصال مصر عن سوريا،إلا أن تحية العلم بقيت علي حالها» تحيا الجمهورية العربية المتحدة »وكيف خرجنا إبان الانفصال في مظاهرات طلابية نحن طلبة مدرسة الأقباط الكبري الثانوية نحمل علي أكتفانا زملاءنا من الطلاب السوريين أذكر منهم الزميل غسان لنهتف وراءهم من المحيط الهادر(ي) إلي الخليج الثائر(ي) لبيك عبد الناصر(ي)، ومرت بي الذاكرة علي محطات كثيرة بداية من المواطن الأول شكري القوتلي الرئيس السوري الذي تنازل عن الرئاسة للزعيم جمال عبد الناصر بمحض إرادته وإرادة شعبه وهناك مشهد لن يغيب عن ذاكرة جيلنا يوم أن رفع سوريون الزعيم جمال عبدالناصر بسيارته من فوق الأرض في أول زيارة له لدمشق رئيسا للجمهورية العربية المتحدة مروراً بمحطات أخري منها وحدة الهدف والمصير- وحدة التوجه العربي المشترك - اتفاقيات الدفاع المصري السوري المشترك انتهاء بمحطة التنسيق المصري السوري الكامل في حرب 1967وكيف سال الدم المصري والدم السوري في نفس اللحظة والتوقيت انصهاراً وراء وحدة الهدف. وهناك مشهد لن يغيب عن ذاكرة جيلنا يوم أن رفع السوريون الزعيم جمال عبد الناصر بسيارته من فوق الأرض في أول زيارة له لدمشق رئيساً للجمهورية العربية المتحدة. إن مصر الماضي والحاضر والمستقبل ارتبطت وسترتبط دوماً بسوريا الأمة والشعب والمحتوي الثقافي والإنساني التي ما برحت يوماً وجدان الشعب المصري رغم كل الأنواء والعواصف التي استجدت علي الساحة في مراحل لاحقة. وها أنا أنتهي بالمحطة الأهم التي نحياها الآن ألا وهي أين مصر الآن من الشأن المصري السوري وقد أحدقت بسوريا المحن من كل جانب وتربص بها الذئاب والضواري وراغبو هدم الدولة وتقسيم المصالح والأغنام فيما بينهم. بنو الحمي والوطن إن لمصر الدور الأهم والأسمي بلا منازع في الشأن السوري بعد أن أحدقت بها كل هذه الأخطار،إذ أن مصر مبرأة عبر الزمان والمكان من أية أهداف أو أغراض أو مصالح فقد كانت مصر علي الدوام القاسم المشترك في وحدة المصير وتوحيد الصف العربي ورأب الصدع والبعد عن المكائد والتآمرات وهي بهذا تحظي بمكانة الأخ الأكبر التي لا يدانيها فيها أي من الجهات الأخري كافة. إني أطالب بمشروع مصري وطني التوجه والهوية يقدم لمجلس الأمن بعد أن أصبحت مصر عضواً فيه يهدف لإيقاف نزيف الدم فوراً وإدخال المساعدات الإنسانية وخروج الميلشيات الدخيلة خارج البلاد والعودة لوحدة الصف السوري تحت حكم الدولة لتظل سوريا دولة موحدة ذات سيادة علي أراضيها بالكامل بعد أن انتهكت حرمة ترابها الكثير من البيادات الأجنبية والميلشيات العميلة وهذا أضعف الإيمان. وإنني لعلي يقين أن مشروع قرار مصري بهذه المقومات سيلقي إجماعاً دولياً نظراً لمكانة مصر وموقعها من المشكلة واكتمال حيدتها التامة ووقوفها في منتصف المسافة بين جميع الأطراف وعلي وجه الخصوص أمريكا وروسيا وفرنسا. كاتب المقال : رئيس الاتحاد العربي لحماية حقوق الملكية الفكرية